المشاعر المعكوسة: عندما يكون الطفل غاضباً أو تعيساً، فكل ما يريده هو أن نفهمه ونسانده وأن يتلقّى إشارات وأدلة على حبنا له. تسمح تقنية المشاعر المعكوسة التي وضعها الدكتور كارل روجرز (والتي جددها وطورّها توماس غوردون تحت اسم الإنصات الإيجابي) بأن نظهر للطفل أننا نفهم فعلاً ما يشعر به عبر ترجمة مشاعره بكلماتنا الخاصة وعبر عكسها له كالمرآة.
وبدلاً من أن نحاول التقليل من أهمية أسباب حزنه (“لا بأس لو أنّ قالب الحلوى انهار!”)، أو إعطائه نصائح جاهزة (ما عليك إلا أن تفعل كذا أو كذا!)، أو إلهائه عن مشاعره السيئة (بلى، أنت تحب أختك!)، أو لعب دور الحكم في الخلافات (هل ضربك؟ جيد، فأنت من بدأ!) أو سؤاله عن الأسباب (لمَ فعلت هذا؟) أو حتى إطلاق الأحكام عليه (كم أنت متعب)، تسمح المشاعر المعكوسة بأن نُظهر للطفل أننا نفهم (أو على الأقل نحاول أن نفهم) ما يشعر به كما أنها تترك له فرصة ايجاد الحلول لمشاكله.
إنّ عكس المشاعر هو دعوة للتحدّث يوجهها الأهل إلى الطفل وهو يساعد الأولاد على اكتشاف ما يشعرون به فعلاً. يتطلّب الإنصات الايجابيّ أن نفهم السبب الذي جعل الطفل في هذه الحالة من دون أن نسأله! لا تقوم المسألة على تكرار ما يقوله الطفل بل على إعادة صياغته مع تقديم فرضيّات. فعندما يقول الولد مثلاً إنه يكره المدرسة، حاولوا أن تجيبوه “تكره كل شيء تقريباً في المدرسة” أو يمكن أن تصيغوا الكلام على شكل سؤال “هل تكره فعلاً كل ما له علاقة بالمدرسة؟”
ثمة احتمال أن يجيب الطفل بأنه لا يكره كل شيء فيها. عندئذ، يتوجّب على الأهل أن يستغلوا الفرصة للنقاش: “أنت تكره شيئاً محدداً، أليس كذلك؟”
يتطلّب عكس مشاعر الطفل أن نترك جانباً الآراء والمشاعر الشخصيّة لننصت إليه بشكل أفضل ونفك رموز مشاعره ونفهمها. وتتميّز هذه التقنيّة بأنها تتكيّف ذاتياً: إذا أخطأنا في تقدير ما يريد الطفل قوله، فسيصحح لنا بالتأكيد (شرط أن نكون مستعدين لكي نتقبّل أنّ مشاعر طفلنا تختلف عن مشاعرنا).
إليكم لائحة بالكلمات التي تقترحها ايزابيل فيليوزا في كتابها في قلب مشاعر الطفل:
- من الصعب عليك أن…
- هذا صعب…
- أرى أنّ…
- أتخيّل أنّ…
- أدرك أنك تعاني من دون شك…
- تشعر بالحزن لفكرة أن…
- ترغب في أن…. (تنتقم، ألا تراه مجدداً، تتصل به)
- تحب…
- لا تحب…