بناء المهارات انطلاقا من الفشل
إدراك الإدراك (أو ما وراء المعرفة) لتحديد التعديلات التي يجب إجراءها
يسمح هذا المجال بفهم ما كان ينقص لتحقيق النجاح أو الظروف التي تشرح غياب الحافز لا بل التوقّف عن بذل الجهد. ويتم ذلك عبر التفكير في سبب الفشل إذ يمكن أن يُعزى الفشل إلى أسباب شخصيّة (كالضغط النفسي أو التوتر أو التعب)، أو إلى أسباب مرتبطة بالتعامل بين الأشخاص (كسوء تفاهم مع المدرّب أو الأساتذة، خلاف مع الشركاء في اللعب، ضغط كبير جداً يمارسه الأهل، حالة خضوع وغياب السلطة الشخصيّة…)، أو نقص في العمل أو الجهد المبذول، أو الحاجة إلى المزيد من التمرين، أو إلى اعتماد استراتيجيّة لا تتناسب مع الهدف أو أساليب تدريب غير فاعلة على الرغم من الجهد المبذول. إدراك الإدراك أو الإدراك الذاتي هو تصوّر الشخص لمعارفه وللطريقة التي تسمح له بأن يبنيها ويستخدمها. يقضي إدراك الإدراك بأن يقوم الشخص بالتفكير الناشط في عملياته الفكريّة الخاصة.
يتناول إدراك الإدراك أوجه عدة:
- المعرفة التي يمكن أن تتوفّر لدينا عن العمليات الإدراكيّة، والعمليات الذهنيّة الضروريّة لإنجاز عمل ما
- القدرة على استخدام هذه المعرفة عند انجاز العمل
بالتالي، يمكن للراشدين أن يطرحوا على الطلاب أسئلة أساسيّة لتسليط الضوء على عملياتهم التي تحتاج إلى تعديل:
- التعبير الكتابي كان خارجاً عن الموضوع: ما الذي جعلك تخطئ؟
- لم تصبح متمكّناً بعد. ما الذي يمكن أن تتعلّمه من أخطائك؟
- هذه الصعوبات هي نقطة انطلاقك: ما الذي يمكن أن تقوم به لكي تتجاوزها؟ ما هو أول شيء يمكن أن تبدأ بتطبيقه؟
- ما الذي يعتمد عليك؟ كيف تستطيع العمل على ما يمكنك التحكّم به؟ (تحديد الأولويات على سبيل المثال)
- ما نوع المساعدة التي تحتاجها؟ كيف يمكن أن تحصل عليها؟
- ما الذي تعتقد أنك تعلّمته عند القيام بهذا العمل؟ أو ما الذي كان عليك أن تعرفه كي تقوم بالعمل على أكمل وجه؟
تقوم الفكرة على تحديد ما لم ينجح واتخاذ الاجراءات أو الخطوات التصحيحيّة وفقاً للصعوبات المحددة: في التحضير، في تنظيم عمليات المراجعة، في الإجابة على الأسئلة… إنّ قول “الخطأ خطئي” ليس مفيداً للتعافي والتعلّم والإنطلاق مجدداً وكذلك هو الحال بالنسبة إلى إلقاء اللوم على الآخرين.
يمكن للاقتراحات أن تتناول عناصر عدة:
- موارد للتعلّم والمراجعة بشكل فاعل
- منهجيّة للتنظيم
- التفكير في الأهداف والمشاريع ذات المغزى عبر تحديد الأحلام والتطلّعات العميقة المقسّمة على مراحل وعلى أهداف مرحليّة
- عناصر الصحة الجسديّة الجيدة
- التشجيع والأمل
- أدوات لتجنّب تشتت الانتباه
- أسئلة عن أسباب التوقّف عن بذل الجهد أو غياب الحافز لاكتشاف أيّ إشارات محتملة إلى وجود اكتئاب أو مضايقات.
يستخدم بعض الشبّان استراتيجيات التهرّب.
يؤدّي وسم الأطفال والمراهقين بصفات معيّنة (“أنت فاشل”، “الرياضيات لم تُوجد من أجلك أبداً”، “أنت كسولة”) إلى القضاء على الحافز لديهم. ويعتمد بعض الطلاب استراتيجيات معيّنة كي يتجنّبوا الإحراج والشعور بالخزي مثل عدم الدرس أو التحضير وذلك لتبرير الدرجات السيئة بعدم الدرس بدلاً من عدم الفهم المهين أو محاولة الطلاب “السيئين” الحصول على فوائد ثانويّة من كونهم سيئين مثل الوضع الاجتماعي المؤكّد (الذي يغذي الحاجة إلى إثبات الذات). وخلف ثرثراتهم وتبجّحهم، يخفي الكثير من المراهقين حزنهم وتعاستهم لأنهم لم ينجحوا حتى لو لم يُظهروا ذلك.