تخلطين بين الشعور بالذنب والشعور بالمسؤولية
إنّ الشعور بالذنب مرتبط بأفكارك وأحكامك، وهو يدفعك نحو الاكتئاب والتعاسة في حين أن المسؤولية موجهّة نحو العمل أو الفعل والقرار وهي تحمل معها طاقة ايجابيّة.
عندما تكونين أماً، يصبح من السهل أن تميلي إلى الشعور بالذنب لكثرة ما نحن متأثرات بالإملاءات الخارجيّة ومنفصلات عن مشاعرنا الداخلية.
بالتالي، أقترح عليك تمريناً صغيراً وسهلاً ما إن تشعري بالذنب. اطرحي على نفسك ببساطة هذين السؤالين:
- هل تسببت بأيّ أذى لأحد؟
- هل أستطيع أن أفعل شيئاً حيال ذلك؟
إذا أجبت بالنفي على أحد هذين السؤالين، فانتقلي إلى موضوع أو أمر آخر إذ لا داعي للشعور بالذنب.
لكن إذا بقيت المسألة تشغل بالك، فإليك هذه النصيحة الصغيرة: اشغلي نفسك. افعلي شيئاً يجعل جسدك و/أو عقلك يتحرّك: نشاط رياضي، فنيّ، قراءة… افعلي أيّ شيء شرط أن تبقي تركيزك موجّهاً نحو شيء مفيد لك.
نحن كلنا نرتكب هذه الأخطاء
الوقت ليس وقت الشعور بالذنب. أنت تبذلين قصارى جهدك وبالأدوات المتوفرة بين يديك. ما من أحد يعلّمك كيف تصبحين أماً. الأمر برأيي أشبه بخوض سباق سيارات سريعة على حلبة مليئة بالمنعطفات الحادة.
ما سيشكّل الفرق كله هو كيف ستواجهين هذه العقبات، فحالتك الذهنيّة أساسيّة في تقدّمك وتطوّرك.
من الطبيعي أن نرتكب الأخطاء، لا بل إنّ هذا ضروري لأننا لا نتعلّم أبداً من نجاحاتنا. مما لا شك فيه أن أخطاءنا تلحق الضرر بكبريائنا إلا أنها نادراً ما تكون خطرة فهي موجودة كي تحذّرنا، كي تجعلنا نكبر وكي تصحح لنا مسارنا. والأهم هنا هو الحلول التي ستقدمينها لئلا ترتكبينها مجدداً.
تذكري التالي:
- اصغي إلى نفسك، اصغي إلى أعراض جسدك
- كوني مسؤولة ولا تشعري بالذنب
- اعملي على التواصل في علاقتك الزوجيّة، من دون اتهامات أو عنف
- لا تنتظري أياماً أفضل بل اعملي من أجل راحتك
- أعطي الأولوية لما هو مهم فعلاً وفي الوقت المناسب
- لا تنتظري تقدير الآخرين بل قدّري نفسك بنفسك إلى أقصى حدّ ممكن
- لا تبقي وحيدة فستتفاجئين من عدد الأمهات اللواتي يعانين من الإرهاق ويجدنَ أنفسهن على حافة الانهيار
أنت تستحقين أن تعيشي حياة عائلية متكاملة وهادئة، فلنعمل معاً على كيفيّة التوصّل إلى ذلك.