أنت لست أم خارقة: غالباً ما تكون حياة الأم اليومية شاقة مع أطفالها الصغار. لذا، إن لم تتبعي اجراءات محددة لتتمكني من تهدئة نفسك والتقليل من حدة توترك، فستنهارين…
لديكِ الكثير من الاحتياجات التي لم تتم تلبيتها…
لا بد من أنك أم خارقة قادرة على التوفيق بين أوجه حياتكِ المختلفة لكنني أريد أن أذكرك بأمر أساسي: أنتِ لستِ آلة!
ما أقصده هو أن لديكِ مشاعر واحتياجات يجب تلبيتها بشكل يومي أو على الأقل قدر الإمكان… وإلا فستحبطين وسيؤثر ذلك في مَن حولك.
كيفية تلبية احتياجاتك:
تحتاجين لمن يصغي إليك. أصغي إلى نفسك إذاً.
هل تعرفين حدود قدراتك؟ هل تصغين إلى أحاسيسكِ الجسدية؟ إلى شهيتكِ؟ ونومك؟
أترين ما أقصده؟ إذا كنتِ تصغين إلى هذا كله، فستتخذين إجراءات عملية لاحترام حدودكِ، وحاجتك إلى الغذاء والنوم…
في ما يتعلق بالنوم، أعلم أنه من الصعب أحياناً أن تنامي بشكل جيد بوجود أطفال صغار… فقد مررت بهذه المرحلة. كان ابني يستيقظ كل ساعتين في سنته الأولى ولم يستقر نومه إلا بعد أن بلغ من العمر 3 سنوات. لكن إن دققت في الوضع أكثر، فيمكنك تحسين نومك.
عندما ينام أطفالك في وقت معقول، اغتنمي الفرصة للخلود إلى النوم أيضاً.. أعلم أنه من المغري تصفّح وسائل التواصل الاجتماعي أو مشاهدة أحدث المسلسلات على نتفلكس….أو قضاء بعض الوقت مع زوجك.
أودّ أن ألفت انتباهك إلى أنّ هذه النقطة الأخيرة ضرورية (على عكس الخيارين الأولين)، لكن هل ستقضين فعلاً وقتاً ممتعاً إذا بدوت مثل مصاصي الدماء من قلة النوم؟
من الأفضل أن تستعيدي صحتك الجسدية والعقلية عبر تعويض ساعات النوم التي تنقصك. وإذا خلدتما إلى النوم معاً فقد تقضيان لحظات من الحنان ويتحول هذا إلى وقت مميز.
تكمن الفكرة في تحديد دورة نومك من خلال التنبّه لعلامات التعب. سيصبح النوم أفضل في ذلك الحين.
أخيراً، نحن مثل الأطفال، حين يفوتنا موعد نومنا، فسنعاني الأمرّين كي ننام!
هل تشعرين بالحاجة الشديدة إلى الهدوء في هذه الأيام.
يمكنك تحديد طقوس معيّنة مع أطفالك عندما تعودين إلى المنزل من العمل على سبيل المثال.
أخبريهم مثلاً أنك تحتاجين إلى الهدوء، وإلى بعض الوقت الخاص، ل 15 دقيقة قبل أن ينطلق الروتين المسائي. عليكم أن تجدوا حلاً معاً كي يتركوا لكِ هذا الوقت لنفسك.
إذا كانوا صغاراً جداً، ما بين سنتين و3 سنوات، فيمكنك أن تشغّلي رسوماً متحركة مدة ربع ساعة (أعرف أن الشاشات ليست فكرة جيدة للصغار، لكنك تبذلين قصارى جهدك) أو يمكن للأب إذا كان موجوداً أن يعتني بأطفالكِ. نحن والدان اثنان! (إلا إذا كنتِ تربين طفلكِ بمفردك).
وهنا استرخي قدر الإمكان، ولا تستعملي الهاتف الذكي… خذي قيلولة صغيرة، أو اشربي كوباً من الشراب الساخن، اتصلي بصديقة، استمعي إلى الموسيقى التي تحبينها، أو اقرئي مقاطع من كتابك المفضل… أو قومي بأي نشاط يساعدك على استعادة طاقتك والابتعاد عن الضوضاء المحيطة بك في منزلك.
تحتاجين إلى أن تشعري بالتقدير والحب؟ هل تحبين نفسك؟ أم أنكِ تستمرين بلوم وانتقاد نفسك من دون توقف.
اعتمدي التأكيدات الإيجابية والمحبة تجاه نفسك بشكل يومي!
أعلم أنه من الصعب جداً أن تتمكني من الاهتمام باحتياجاتك الخاصة حين تكونين أماً، وخاصة لأطفال صغار في السن. أعترف بذلك فأنا أعيش الحالة نفسها أيضاً.
ومع ذلك، عليك ايجاد استراتيجيات لتلبية هذه الاحتياجات، على الأقل جزئياً، وإلا فلن تتمكني من الوصول إلى مستوى الهدوء المطلوب وسيتحوّل ذلك إلى حلم مثالي من المستحيل الوصول إليه.
عبر تلبية احتياجاتك، ستحصلين على نتائج إيجابية في وقت قريب:
سيخفّ شعورك بالخيبة والإحباط لأن توقعاتك من الآخرين ستتراجع تلقائياً (سواء من أطفالك أو من شريك حياتك).
سوف تقل ردود أفعالك المبالغ فيها اتجاه أطفالك ولن تتحوّلي إلى لبؤة غاضبة عندما لا يصغون إليكِ أو لا يحترمونك. ستتمكّنين من التفكير بالوضع بشكل عقلاني أكثر.