الأمهات مملات وشريرات!
قد تكون الأمهات أحياناً مملات جداً
أن تكوني أماً ليس أمراً ممتعاً دائماً
من ناحية أخرى، إن لم يكن لديكِ أطفال، حين تنظرين إلى سلوك او حياة الأم، فأنتِ بالتأكيد تقولين لنفسك إنه لا بد من أن هذه المرأة تعيش حياة تعيسة للغاية! هي لا تخرج من المنزل إطلاقاً، قليلاً ما تضحك، وتقضي وقتها في الركض.
حتى الأطفال غالباً ما يرون أن أمهم مملة! أنتِ لا تلعبين أبداً معنا! أنتِ توبخيننا دائماً وتستمرين بالصراخ…
نعم، حياة الأم ليست بالضرورة سعيدة وذلك ينعكس في سلوكها. لكن هل سبق أن تساءلتم لماذا؟ لمَ الأمهات لسن مبتهجات؟
حين تنظرون إليهن ترون نساءً مستسلمات، مستمرات في الركض طيلة اليوم ويشتكين من كل شيء ومن أي شيء.
وهذا صحيح… هذا ما يفعلنه! تقضي الأمهات وقتهن متوترات ومتعبات وغير سعيدات.
كَوني أماً، أستطيع أن أضمن لكم أنني لستُ أماً ممتعة. على أي حال، أنا لست كذلك عن قصد!
لكن هل تعلمون لماذا؟ حرفياً، إن عبء أسرتي بأكملها يقع على عاتقي. والكثير من الأمهات يعشن نفس الوضع والظروف.
سواء كانت الأم عاملة أو غير عاملة، هذا الأمر لا يشكل فرقاً كبيراً. في الواقع، إن العبء العقلي للعائلة هو نفسه في الحالتين.
تتولى الأمهات العناية بأطفالهن أولاً. وكلما كان عدد الأطفال أكبر، كلما ازداد العمل. يبدأ ذلك بتغيير الحفاضات وتحضير الطعام، مروراً بالواجبات المدرسية.
لكن هذا ليس كل شيء، على الأمهات أيضاً أن يتولين مهمة تسلية أطفالهن وتعليمهم وتربيتهم. لذلك، بمجرد أن يحصلن على دقيقة من الفراغ، يجلسن مع أطفالهن لتعليمهم الرسم، لعب الورق، أو عبور الشارع بأمان.
عندما تكونين أماً، لا يتوقف عملك أبداً.
إذا ذهب طفلك إلى المدرسة، عليكِ أيضاً مساعدته على إنجاز واجباته المدرسية، وتعلم دروسه وتحضير أغراضه لليوم التالي.
باختصار، إذا بدأت بتعداد قائمة بكل ما عليّ فعله لأطفالي الثلاثة، ستتساءلون إن كنتُ أجد وقتاً للنوم
لكن الأمر الأسوأ في كل ما ذكرته، هو أنه لا يشكل سوى جانباً واحداً فقط من حياة الأم.
بعد ذلك، يجب الاعتناء أيضاً بإطعام الجميع، وغسل الأطباق وكي الملابس للجميع كي يحصلوا جميعاً على ملابس نظيفة ومرتبة. يجب أن تكون وجبات الطعام صحية ومتوازنة ومنتظمة.
بالتأكيد، يجب أن نضيف على كل هذا، الالتزامات المتعلقة بالمنزل. بحيث يتعين على الأم أن ترتب وتنظف وما إلى ذلك.
وأخيراً، يجب ان تلعبي دورك كزوجة رومانسية. فحبيبك يحتاج إلى اهتمامك أيضاً.
باختصار، تركضين طيلة اليوم لإنجاز كل مهامك وتلبية احتياجات أفراد عائلتك.
من جانب آخر، لا تملكين حتى ثانية لنفسك. لا تتذكرين حتى متى كانت آخر مرة قمتِ فيها بأخذ حمام.
ما زلتِ ترتدين نفس السروال منذ ثلاثة أيام وقد مرت شهور دون أن تقومي بزيارة خبيرة تجميل أو مصفف شعر. باختصار، إن الاعتناء بنفسك لا يشكل أولوية. ويتضمن ذلك أيضاً صحتك العقلية والنفسية والجسدية.
لهذه الأسباب من الممكن أن تبدو الأمهات مملات.
هن لا يمتلكن حتى القوة للتظاهر بالعكس. ولا يمتلكن القدرة على الاسترخاء والاستفادة من وقت ممتع، لأن أدمغتهن ممتلئة. إنهن في حالة حركة مستمرة. الأمهات لا يحصلن على وقت استراحة أبداً. إنهن يفكرن باستمرار فيما عليهن فعله. هناك قوائم من الالتزامات المختلطة في رؤوسهن. ولهذه الأسباب يجدن صعوبة في الاستفادة من اللحظة الحالية.
القلق يتحكم بحياتهن ويسيطر عليها. لذلك نعم، حتى لو قلت شيئاً مضحكاً أو ممتعاً، قد تستغرق الأم وقتاً للرد. هذا لا يعني أنها لا تحبك أو أنها تعتبر وجودك مملاً، لكنها ببساطة تجد صعوبة في الانفصال عن واقعها.
لنتحدث عن عيد ميلاد كمثال. الجميع يحتفلون، يستمتعون، يغنون ويرقصون.
ولكن الامهات يفكرن في كافة التفاصيل:
- هل لدى الجميع ما يشربونه؟
- ما يأكلونه؟
- هل أحد الأطفال يجلس منزوياً؟
- هل الجميع يستمتعون؟
تفكر الأمهات أيضاً في كل التنظيف الذي يجب القيام به بعد الحفلة. باختصار، من الصعب عليهن أخذ استراحة والاستمتاع. إن الأمهات مملات، لأنهن يحملن عبء العالم على أكتافهن. هن لا يسترحن إطلاقاً.
يمكن للعائلة أن تستمر بدون الأب. لكن بدون الأم، ستعم الفوضى حتماً.
علاوة على ذلك، هناك خوف يسيطر على كل الأمهات:
ماذا لو حدث لي مكروه؟ مَن سيعتني بأطفالي، بالمنزل، بالفواتير، وما إلى ذلك؟
فقط عندما تدونون جميع التزامات الأم، تدركون مدى أهمية عملها وعدم القدرة على الاستغناء عنه.
لذا نعم، الأمهات مملات. فهن لا يعتنين بأنفسهن. لكن عوضاً عن الانتقاد، لماذا لا تعرضون عليهن المساعدة؟ مدوا يد العون لهن!
أيها السادة، قدموا لحبيبتكن يوم نقاهة.
سيداتي، اقترحن على صديقتكن أن تعتنين بأطفالها كي تتمكن من أخذ استراحة.
قوموا بتنظيم يوم لتنظيف المنزل. أي عمل صغير يمكن أن يكون موضع ترحيب.
الأم لا تطلب أبداً المساعدة. لذلك، تبدو شخصاً شريراً يصرخ طيلة الوقت، لأنها مرهقة.
ربما آن الأوان كي تتعرفوا على عمل الأمهات المذهل.