طفلكم يقول لا لكل شيء:
السلوك المبالغ به للطفل.. مثل القدر!
ماذا نفعل حين يقول طفلنا “لا” لكل شيء، في كل المواقف وكل الظروف! حين يمر بنوبات غضب، ويتصرف بطرق مبالغ بها وغير مفهومة؟
نشعر بالعجز الشديد.
حاولنا كثيراً أن نفسر ونكرر له وننزل إلى مستواه… كان يواصل رفضه القاطع ارتداء حذائه، وغسل يديه، والذهاب للاستحمام، وما إلى ذلك. إلى أن ينتهي بنا الأمر برفع صوتنا. ويتحول الموقف إلى معركة صراخ. فيرتدي حذاءه أو يغسل يديه أو يدخل للاستحمام…
ولكن بأي ثمن!
حتى فهمنا لماذا نتصرف بطريقة خاطئة:إن التصرفات المبالغ بها لدى الطفل… هي كقدر الحليب الذي يفيض.
- تخيلوا قدر حليب على النار.
- البوتاغاز مفتوح…
- يبدأ الحليب بالغليان.
- يفور الحليب.
لديكم في هذه الحالة خياران لمنع ارتفاعه حد الفيض:
- تخفيف النار أو إطفائها
- وضع الغطاء على القدر
ونعم، ابنتنا الصغيرة التي ترفض ارتداء حذائها أو غسل يديها تماماً كقدر حليب يفيض.
في السابق، كنا نسعى إلى وضع حد لهذا الفيض عبر وضع غطاء على القدر عوضاً عن إطفاء النار.
فعلياً، إذا كنتم تشعرون بالعجز في مواجهة سلوك الطفل، ربما يعود ذلك إلى أنكم تسعون إلى إيقاف سلوكه، عوضاً عن التوجه إلى “سبب” السلوك.
إن فكرة وضع الغطاء محكوم عليها بالفشل. ومن هنا يأتي الشعور الرهيب بالعجز.
إن السلوك المبالغ به “الفائض” ليس مشكلة… إنه أحد العوارض:
- طفلنا لا يختبر مدى صبرنا.
- إذا ضرب أخيه، فهو لا يقوم بذلك لجعلنا نغضب.
- كلا. لديه بالتأكيد حاجة مخفية لم تتم تلبيتها.
ما هي المشكلة؟
هو لا يستطيع أن يعبر عن تلك الحاجة.
وهنا يأتي دورنا نحن، كأهل، من أحل التحقيق لاكتشاف الحاجة المخفية خلف السلوك “الفائض عن حده”… لتلبيتها (وإطفاء النار).
وسترون كم أن الأطفال رائعين:
عندما تدركون أن “مثل هذا السلوك الفائض” (الطفل الذي يتصرف بعنف مع أخيه الأكبر) يرجع إلى “هذه الحاجة غير الملباة” (يحتاج إلى اهتمام من قِبَل أخيه الأكبر)… كل ما سيكون عليكم هو توجيهه قليلاً حتى يتمكن من العثور على طريقة يلبي بها تلك الحاجة بنفسه.
اليوم، نشعر دائماً بالإعجاب حين يقول لنا طفلنا الصغير، وهو ينظر مباشرة في عينينا:
“كنتُ أريد بشدة أن ألعب مع أختي في لعبة playmo، لكنها فضلت أن تقرأ كتابها! أنا غاضب، وحزبن بعض الشيء لذلك سأذهب لأجلس بمفردي وأهدأ في غرفتي لمدة 5 دقائق، من ثم سيسعدني لو ألعب معك لعبة لوحية إن كنتِ لا تمانعين…”
بالطبع لم يتمكن الطفل من التعبير عن مشكلته من المرة الأولى! إن اكتشاف “الأسباب الحقيقية” لسلوك فائض عن الحد يحتاج إلى بعض التدريب.
يتطلب الأمر “معرفة” الأسباب الأكثر شيوعاً للسلوكيات الفائضة (سيكون ذلك من السهل جداً إذا كان السبب دائماً “حاجة غير ملباة”)…
كبداية، في المرة المقبلة التي تشعرون فيها بالعجز في مواجهة سلوك مبالغ به، يمكنكم أن تبدأوا بطرح السؤال التالي على أنفسكم:
“حسناً، هل أضع الغطاء (وأوقف السلوك)؟ أو أطفئ النار (وأبحث عن سبب السلوك والتصرف بناءً عليه)؟