حازمين مع الطفل
طرحنا السؤال على الإخصائيّة في هذا المجال وطلبنا منها بعض التفاصيل.
هل يمكننا أن نكون “حازمين” من دون أن نجرح الطفل؟ هل علينا أن نكون “حازمين” عبر تطبيق العاقبة المعلن عنها عند عدم احترام الإرشادات؟ كيف نختار العواقب المناسبة؟ لنأخذ مثالاً على ذلك: قلنا مراراً وتكراراً لابننا إنّه “ينبغي ألا يقفز على سريرنا لأنّ هذا التصرّف يلحق به الضرر”… لكن من دون جدوى. ما هي برأيك عاقبة عدم احترام هذه الإرشادات؟
- تثير الطيبة وحسن النيّة قلقي إذ تشيران إلى إمكانية أن نكون شريرين وسيئي النيّة. يجب أن نخرج من مفهوميّ الخير والشرّ.
إذا لم يتم احترام إحدى الإرشادات، فهذا يعني:
- إنها لا تتناسب مع عمر الطفل: علينا أن نراقب ولدنا إذا لم نرغب في أن يقفز على السرير وأن نلتقطه ونأخذه بين ذراعينا قبل أن يفعل ذلك.
- ثمة حاجة لم تتم تلبيتها لدى الطفل الذي لم يُوجّه نحو سبل أخرى لتلبيتها: يحتاج لأن يقفز وهو لا يملك ترامبولين (لعبة القفز) ولم نصطحبه إلى الحديقة العامة ليلعب.
- يسعى الولد بهذه الطريقة إلى لفت انتباه الشخص الراشد: لا يعرف كيف يطالبك بتخصيص بعض الوقت له أو بالاهتمام به بطريقة أخرى. يمكننا أن نردّ على هذه الحاجة لديه عبر بدء معركة لطيفة وناعمة على السرير!
جرّه طفل آخر إلى ذلك (هنا أيضاً لا بد من مراقبة الولد إذ يصعب على الطفل أن يقاوم إلحاح طفل آخر)
يبدو لي أنه من المهم أن نكون حازمين مثلاً بشأن عدد السكاكر، لكن ليس بشأن السلوكيات المبالغ فيها التي يقف خلفها دوماً دافع لا بدّ من اكتشافه والإصغاء إليه.
هل “القواعد والإرشادات” تحلّ محل “القيود والمحظورات” في التربيّة الإيجابيّة؟ هل إنّ “التعبير بشكل مختلف” عما نتوقّعه من الطفل، بطريقة تسمح بعدم إفساد العلاقة: “نحن لا نضرب في منزلنا” تحل محل “الضرب ممنوع في منزلنا”… يقلل الأثر السلبيّ للمحظور؟
نعم، هذا صحيح! تجدر الإشارة إلى أنّ عبارة “هذا ممنوع” يمكن أن تُستعمل لاسيّما في المسائل الكبرى. إنها طريقة للتعبير عن قاعدة معيّنة. لعل الأهم هو أن نتجنّب عبارة “أنا أمنعك من” التي تحثّ الطفل على انتهاك القاعدة وتدرج السلوك ضمن ديناميّة العلاقة.