الألعاب التربوية
إنّ الألعاب على الشاشات (كمبيوتر، هاتف ذكيّ، جهاز لوحيّ…) ليست ضرورية لتشجيع الطفل على التعرّف إلى الرياضيات. في الواقع، يحتاج طفلكم أولاً لأن يلعب بشكل نشيط وأن يكتشف العالم الواقعيّ والحقيقيّ وأن يتفاعل مع أهله ومحيطه كي يتعلّم.
إن استخدام التكنولوجيا ك”وسيلة رعاية مجانية للطفل” في الواقع ليس مجانياً. فإن دفع الثمن ينتظركم فعلياً في إحدى زوايا الطريق. نحن ندفع الثمن عبر الجهاز العصبي لأطفالنا، وعبر انتباههم وتركيزهم، والقدرة على إرضائهم على مختلف الأصعدة. مقارنة بالواقع الافتراضي، تصبح الحياة اليومية العادية بالنسبة للطفل مملة.
حين يأتي الأطفال إلى الفصل الدراسي، يكونون معرضين لأصوات بشرية وتحفيز بصري محدود.
بعد ساعات من الواقع الافتراضي، تصبح معالجة المعلومة في الصف أكثر صعوبة على الأطفال، لأن دماغهم اعتاد على مستويات مرتفعة من التحفيز تقدمه ألعاب الفيديو.
عدم القدرة على معالجة مستويات التحفيز المنخفضة تجعل الأطفال عرضة لتحديات مدرسية. إن التواجد العاطفي للأهل هو الغذاء الأساسي لدماغ الطفل. مع الأسف نحن نحرم أطفالنا تدريجياً من هذه المغذيات.
لكن إذا قررتم رغم ذلك أن تستخدموا في بعض الأحيان الألعاب على الشاشة ليتسلّى الطفل، فجربوا هذه الألعاب قبل ترك الولد يستخدمها. ستتأكدون بهذه الطريقة من أن الألعاب المختارة ذات نوعية جيدة وأنها تتلاءم مع عمر الطفل. علاوة على ذلك، واكبوا الطفل وهو يلعب اللعبة لتتناقشوا معه ولتساعدوه على التعلّم.
ننصح باحترام توصيات الجمعية الكنديّة لطب الأطفال بشأن الوقت الذي يقضيه الأطفال أمام الشاشات، حتى وإن كانت الألعاب تربويّة. بالتالي، يجب ألا يستخدم الأطفال قبل عمر السنتين الشاشات، كما يجب ألا يقضوا أكثر من ساعة واحدة في اليوم أمامها إن كانت أعمارهم ما بين 2 و5 سنوات.
لماذا يسبب الإنترنت وألعاب الفيديو نوعاً من الإدمان؟
عندما تلعبون في العالم الافتراضي، يكون الدماغ أكثر نشاطاً وتهيجاً مما هو عليه عندما تقرأون أو تشاهدون التلفاز على سبيل المثال.
يتم تنشيط نظام المكافأة في الدماغ عبر ألعاب الفيديو مثل World of Warcraft. كلما تحسن مستوى اللاعب، كلما تمكن من الحصول على مكافآت (أدوات تساعده في اللعبة) وبالتالي يزداد شعوره بالإنجاز.
يؤدي هذا بدوره إلى زيادة إفراز الدوبامين، وهو هورمون يجعلنا سعداء. مع ذلك، إذا استمر اللاعب بالحصول على مشاعر إيجابية، سيستمر باللعب أكثر فأكثر.