شكرا أمي
تغيير الحفاضات، تحمّل نوبات الغضب، قلة النوم المستمرة وأكثر من ذلك بكثير. كل ما نمر به كأمهات اليوم، مرت به أمهاتنا منذ وقت طويل – معنا!
لذا، حان الوقت كي نقول “شكرًا”.
في الواقع، قبل أن اصبح أمًا، لم أكن أدرك كم أن هذا الدور صعب ومرهق. لم أكن أفهم أن أمي ضحّت بالكثير من أجلي ومن أجل سعادتي.
عندما كنت أُظهِر تصرفات جاحدة، كانت أمي تقول لي دائمًا “عندما تنجبين أطفالًا، ستفهمين”. وكنت أقول في نفسي إنها مملة بدروسها التي لا تنتهي ومحاضراتها الغبية. ولكنها كانت على حق! كالعادة!
غالبًا ما تصف هذه الجملة الحب غير المشروط الذي يشعر به الأهل تجاه أولادهم.
قبل أن يصبح لديك أولاد، ستشعرين بالإنزعاج بسرعة كلما سمعت هذه الكلمات. لأنك ستجدين أنها مبالغ فيها. أو بكل بساطة غبية تمامًا. ولكن بمجرد أن تلدي، وبمجرد أن تحملي طفلك للمرة الأولى، ستدركين على الفور.
هذا ما كانت تتكلم عنه أمي!
هذا هو الشعور الذي كانت تصفه لي. ولكنك ستدركين شيئًا آخر أيضًا. شيئًا يتعلق بالحب غير المشروط – الذي سترينه من زاوية مختلفة. لن يصعقك هذا الأمر بسرعة كما الأمر الأول.
على العكس، سيتسرب في لاوعيك شيئًا فشيئًا، يومًا بعد يوم (خاصة: مع مرور الليالي التي ستنقضي بلا نوم واحدة تلو الأخرى!).
ولن تأتي إليك هذه الفكرة سوى بعد مرور أسابيع، شهور أو سنين، وستظهر في مكان ما، بين قلة النوم، تغيير الحفاضات في منتصف الليل والرضاعة في الصباح الباكر.
أمي فعلت كل ذلك أيضًا.
من أجلي!
ولم أشكرها على ذلك أبدًا…
أمي، شكرًا جزيلًا لك… هناك الكثير من الأشياء التي أرغب في قولها لأمي.
ولكني إن بدأت بكتابة لائحة بها، سأحتاج إلى ثلاثة أيام لإكمالها. لذلك سألتزم بالنقاط العشر الأساسية.
كما أني أنصحك بالجلوس مع والدتك ومشاركة هذه اللحظات العاطفية معها.
1. أمي، شكرًا لك على حملي في بطنك.
- طوال تسعة أشهر قمت بتدليلي.
- طوال تسعة أشهر وضعت صحتي أولوية.
- حرمت نفسك من أشياء أحببتها وفعلت كل ما باستطاعتك كي أولد بصحة جيدة.
- الحمل صعب، غير مريح ومرهق.
- أعرف ذلك الآن…
- شكرًا على كل شيء!
2- أمي، شكرًا لك على ولادتي.
- الآن، أصبحت أعلم ما هي الولادة.
- ومن أجل هذا فقط، علينا أن نخترع كلمة جديدة، لأن كلمة “شكرًا” وحدها لا تكفي.
- في الواقع، لقد تخطيتِ هذه اللحظة المؤلمة بشجاعة.
- ولم تتكلمي قط عن صدمات الولادة الجسدية والنفسية
- لطالما ذكرتِ هذا اليوم على أنه أجمل يوم في حياتك.
3- أمي، شكرًا لك على استيقاظك ليلًا.
- دائمًا ما نسمع الوالدين يتكلمان عن السعادة والفرح اللذان ينعمان بهما في الأسرة.
- وجود الأولاد في العائلة أمر خيالي ورائع.
- ولكني لا أسمع معظم الأحيان كلامًا عن الإرهاق.
- فأنا لم أسمع أمي تتذمر مطلقًا.
- ومع ذلك، كانت تستيقظ كل ليلة إذا شعرتُ بالجوع، البرد أو الخوف لتأخذني بين ذراعيها.
- لذلك لم أكن أخاف من الظلام أبدًا.
4- أمي، شكرًا على تحمّلك التعب.
قبل أن يصبح لدي أولاد، لم أكن أعلم أن دور الأم يستمر حتى في الليل.كنت أعتقد أنه باستطاعتي أن أنام مرتاحة، أن أتمدد وأرتاح. كلا، بتاتًا!
مع ذلك، لم تتذمر أمي من قلة النوم. كما أنها لم تتكلم عن الضغط النفسي وخوف الأهل.
5- أمي، شكرًا لأنك لطالما وجدت الكلمات المناسبة.
عندما كنت أخاف أو أبكي، كانت أمي دائمًا إلى جانبي. مع كونها متعبة، مرهقة أو على وشك أن تفقد أعصابها.
لطالما وضعت راحتي أولوية لديها.
أعرف ذلك لأني أرى إلى أي مدى عليّ أن أبذل مجهودّا لأهدىء أولادي. أرى إلى أي مدى عليّ أن أعضّ على شفتيّ وأتمالك نفسي كي لا أتلفظ بكلام بذيء أمامهم. ومع ذلك، أحيانًا أرغب في الانفجار.
6- أمي، شكرًا على اعتنائك بي.
شكرًا أمي لأنك حممتني ، وضعت لي الكريم المطري، غيرت حفاضاتي، ألبستني وأطعمتني.
كل ذلك قبل أن تستحم هي، ترتدي ثيابها أو تتناول طعام الفطور. فاحتياجاتها كانت تأتي دائمًا في المرتبة الثانية.
لم تكن تهتم لشكلها أو لراحتها أبدًا.
7- أمي، شكرًا على تحملك نوبات غضبي.
أذكر أنه في يوم كانت أمي قد حضرت المائدة، ولكنها قامت بخطأ فادح، بالنسبة لي.
لقد وضعت الصحن البرتقالي أمامي. ولكني كنت أريد الصحن الأصفر! تخيلي نوبة الغضب التي فجرتها. ولكنها بقيت هادئة!
مثل ذلك اليوم الذي انتعلت فيه حذائي بالمقلوب وقررت أن العالم متآمر ضدي.
8- أمي، شكرًا على محاولتك فهمي.
أحيانًا، تجعل نوبات الغضب واحتياجات الطفل الخاصة، من التواصل أمرًا صعبًا.ولكن ذلك لا يقلل من حب الأم لطفلها. فالأم تتحلّى بالصبر وتستمع إلى طفلها. تتقبله كما هو. تجد طريقة لتفهّمه والتأقلم معه.
9- أمي، شكرًا على الحب غير المشروط.
مهما فعلنا، تبقى الأم إلى جانبنا. فهي لا تطلق الأحكام وتتقبلنا. حتى لو شعرت بالخوف من الخيارات التي نقوم بها. حتى لو لم توافقنا الرأي.
الأم تحب بلا شروط، لذلك علينا أن نبادلها هذا الحب.
10- أمي، شكرًا لك بكل بساطة!
- شكرًا لوجودك إلى جانبي!
- لا يمكن لأحد أن يحل مكان الأم. لا أحد يستطيع أن يحب كالأم.
- من المهم إذًا أن نذكّرها كل يوم بمكانتها في حياتنا.
- قولي لها “أحبك”.
- قولي لها “أحبك”.