الاستماع إلى الموسيقى أثناء المذاكرة
يشير الاختصاصي التربوي جون هاتي في كتابه التعلم المرئي: ما تقوله العلوم عن التعلم، إلى أنه يمكن أن يكون للاستماع إلى الموسيقى تأثير سلبي على التعلم العميق (الفهم، الحفظ على المدى الطويل، الإدراك).
“بمجرد ان تصبح الموسيقى أقوى وتحتل المساحة الصوتية، هي تقلل من مستوى التعلم، تخفف من تركيز المتعلم، وتصبح مشكلة عندما نركز على الاستماع إليها بدلاً من المعلومات الأخرى”. –جون هاتي
في حال كان بعض التلامذة يستطيعون التعلم وهم يستمعون إلى الموسيقى، فهؤلاء التلامذة معتادون على الإستماع إليها في الخلفية، ولكنهم لا يستمعون إليها فعلاً (هم يستخدمونها كضجيج أبيض). يتحدث هاتي عن استراتيجية الانتباه الانتقائي للأشخاص الذين لا يصغون إلى الضجيج حولهم عندما يعملون بكل تركيز.
تُستثنى من ذلك الأنشطة التي لا تتطلب مواقف تعلم حقيقية (مثل ممارسة الرياضة، ركوب الحافلة، الأعمال اليدوية، الرسم…). من شأن الإستماع إلى الموسيقى أن يحول عملاً متكرراً أو مملاً إلى تجربة تثير الشعور بالرضا إذ إنه يطرد الملل منها.
“سيساعدكم القيام بأمور أخرى أثناء تنفيذ مهام غير متطلبة على البقاء متيقظين عندما يعمل دماغكم بشكل ضعيف، ولا يرغب سوى بالهرب أو النوم”. –جون هاتي
وبالتالي، إن البيئة الهادئة والخالية من المحفزات الخارجية هي أفضل مساحة للتركيز والمذاكرة بفعالية. في حال كنتم تدرسون وسط جو من ضجيج العائلة، بإمكانكم وضع سماعات الرأس للحصول على خلفية موسيقية تسمح لكم بإبعاد صوت الضجيج المزعج. ومع ذلك، إن القيام بأكثر من أمر في الوقت نفسه يبقى اختياراً سيئاً عندما ترغبون في التفكير بعمق.
نصائح للتلامذة
يصر جون هاتي على إقناع الطلاب بأنهم غير قادرين على القيام بأمرين (أو أكثر) في نفس الوقت إذا كان أحد هذه الأنشطة يتطلب تعليماً. فعندما ينقسم الانتباه، لا يمكن لهم أن يتعلموا.
“لا ينبغي تشجيع الطلاب على تخيل أنهم يستطيعون الدراسة بفعالية أثناء استخدام Facebook أو Instagram. كلما انشغل الشخص في الأنشطة المختلفة خلال هذه الأوقات التي ينوي التعلم أثناءها، تزيد احتمالية حدوث التداخل، مما يؤدي إلى تأثيرات ضارة كبيرة للغاية بتكلفة باهظة. “- جون هاتي