كلمة لا للأطفال: هناك نوع من السخرية الغريبة في أن نبذل الكثير من الوقت والجهد لتعليم أطفالنا التواصل من خلال الكلمات، بينما هم على ما يبدو لا يفهمون أبدًا ما نقصده بكلمة «لا»، أقصر وأبسط كلمة!
حرفان لا غير!
المفهوم واضح جدًّا!
ما الذي يحصل بخلاف ما نتوقّعه؟
يبدو أنّ كلمة «لا» تخضع دومًا للتأويل أي للتفسير الخاصّ في رؤوس صغارنا.
مع ذلك، بوصفنا راشدون، يمكننا القول بوضوح إنّ تعريف هذه المفردة هو أمرٌ في غاية السهولة.
«لا» تعني لا!
إنّها رفضٌ!
إذًا، لماذا أطفالنا لا يفهمون ذلك؟
من جهتي شخصيًّا، لقد أمضيتُ الكثير من الوقت لأشرح لأطفالي أهمّيّة التزام الحدود والاحترام.
بالإضافة إلى ذلك، عندما يقول لي أطفالي «لا»، فلا ألحّ عليهم.
- هل تريد أكل بروكلي؟
- لا!
- حسنًا!
وأنتـقل إلى شيء آخر.
وبالعكس، يبدو أنّ أطفالي لديهم تفسيرات مختلفة تمامًا لكلمة «لا».
سأعطيكم تفسيراتهم.
فمن الممكن أنّ أطفالكم يفهمون ذلك كما يفهمه أطفالي!
إِنْ كان هذا واقع الحال لديكم، فحظًّا موفّقًا!
1- “لا” تعني « يجب عليكم إقناعي…»
هذا لا ينطبق على جميع ” محاميِ الدفاع”!
نعم، ذلك ما أصبحتُ حاليًّا أسمّي به أطفالي.
تقولون «لا» وتنتظرون أن يكون ذلك نهاية الحكاية.
بالرغم من ذلك، فإنّ أطفالكم يحضّرون البراهين التي تبيّن أنّ “نعم” هي الجواب الأكثر ملاءمة.
وهكذا، فإنّ «لا» تصبح بالفعل بدايةً للمناظرة.
2- « عندما قلتُ “لا”، أردتُ حقًّا أن أقول…»
إذا كان لديكم صغيرٌ ذكيٌّ يستطيع أن يشعر بأنّكم غير واثقين من أنفسكم وبأنّكم متردّدون بخصوص “لا” خاصّتكم، سيعرف أنّ كلّ ما عليه فعله هو أن يكدح خلال الدقائق الثلاثة اللاحقة لتتحوّل “لاؤكم” إلى “نعم”.
على سبيل المثال، سيطرح عليكم أسئلة من قبيل:
وإذا قمتُ بترتيب ألعابي؟
إذا تناولتُ الحساء، هل أستطيع ذلك؟
باختصار، سوف يُتعبكم صغيرُكم هذا!
3- “لاؤكِ” تعني أن يطلب الطفل من أبيه.
وسيحصل بالتأكيد على جواب مختلف.
إنّ هذا من اختصاص الأمّهات اللّاتي يتّبعنَ الشعار ” فرّقْ تَسُدْ “.
الأمّ تقول “لا”، والأب يجهل سبْق السؤال لها فيقول “نعم”.
وبعدها تبدأ ” التسلية” ( النزاع بين الوالدين).
4- “نعم”، و “نعم” ثمّ “نعم”.
مَن نحاول أن نخدع؟
هناك صغارٌ يسمعون بشكل نادر جدًّا كلمة “لا”، بحيث أنّهم بكلّ بساطة لا ينتبهون لها عندما تأتي في سياق جملة.
في عالمهم كلّ شيء هو نعم ، نعم ، نعم.
وبالنهاية، هؤلاء الأطفال محظوظون.
بكلّ الأحوال هذا ما يعتقدونه! ونحن أيضًا!
ولكن في النهاية، نتنبّه إلى أنّنا قمنا بتربية أطفال مغرورين، سيعانون الأسوء عند معالجة صعوبات الحياة لدى الراشدين.
5- خلال 4 ساعات قادمة لن أسكت عن إتعابكم كلّ 15 دقيقة
هذه “لا” تستهدف من هم أكثر إصرارًا.
إنّه وضع يقوم فيه طفلكم بطرح نفس السؤال مرارًا وتكرارًا بحيث أنّ الأهل الأكثر حزمًا يتنازلون أخيرًا ويغيّرون جوابهم.
وبالفعل فإنّ ألأكثر عنادًا يفوز في النهاية.
الأهل قبالة الطفل!
إنّنا نعلم كيف ستنتهي هذه المعركة، ولن يكون الحال جميلًا!
6- إذا سمحت لا تقُمْ بنوبة غضب في مكان عام
إنّكم تعلمون مجريات الأمر!
أنتم في مكان عام!
طفلكم يطلب منكم أمرًا جنونيًّا، فتقولون “لا”.
إنهيارٌ عصبيٌّ عظيم يبدأ!
دموع، لكمات ، ارتماء في الأرض.
كلّ ذلك يحصل بينما صغيركم الماكر يراقبكم بعين فاحصة لاغتنام اللحظة التي ينكشف فيها تردّدكم فتقبلون بطلبه المجنون، وذلك لتخرجوا من الوضع المحرج وسط الأنظار الحاكمة عليكم من كلّ الجهات.
7- سمعتُ بوضوح “لاءَكم”، فإن كنتم حقًّا تحبّونني ستقولون “نعم”.
عندما يعبس طفلكم بوجهه الجميل وشفاهه المنتفخة وينظر متوسّلًا بعيون دامعة، عندها تسقطون في المياه العاطفيّة العميقة.
وأنا أتحدّاكم أن تقولوا “لا” ثمّ أن تلتزموا بهذه الكلمة لأكثر من ثلاث دقائق!
من الواضح أنّ طفلكم يتقن فنّ التلاعب منذ ولادته.
وكلّما مضى عليه الوقت، كلّما تعلّم المزيد من الحيل الجديدة.
الخاتمة
إنّ الأطفال لا يتحدّون والديهم لجعلهم يتوتّرون أو لإزعاجهم.
ببساطة كلّ ذلك يشكّل عاملًا في تطوّرهم.
في الواقع، هم يحتاجون إلى اختبار الحدود والتعرّف إلى المدى الذي يستطيعون الوصول إليه.
بالتأكيد، ذلك يُحدث الكثير من القلق للوالدَين.
لكنّ هذا معبرٌ لا مفرّ منه.
يُضاف إلى أنّ ذلك يبيّن أنّ أطفالكم أذكياء ويحسنون تدبير أمورهم.
الآن، لم يبقَ لكم سوى إيجاد حلّ آخر لتفهيم كلمتكم “لا”