درس الباحثون في جامعة هافارد المبادئ الأساسية للتربية وقالوا إنها ترتكز بجزء كبير منها على تعليم الأطفال اللطف والتعاطف.
مع ذلك، اكتشف الباحثون في جامعة هافارد أن أكثرية الأولاد الذين تم استجوابهم في إحدى الدراسات قالوا إن أهلهم كانوا مشغولين بنجاحهم أو سعادتهم اكثر من اهتمامهم بتعاطفهم مع الآخرين.
وهذا بالضبط ما يسعى الدكتور ريك ويسبور Dr Rick Weissbourd إلى تصحيحه.
فكما يقول، من المهم جداً تعايم الأطفال أن يكونوا لطفاء.
هذا ما يدرسه كمدير في كلية جامعة هارفارد في مشروع Making Caring Common (وهو مشروع لكلية هارفارد العليا للتربية) – عبر ملاحظة الطريقة التي يستطيع عبرها الأشخاص الراشدون تأطير التطور الأخلاقي والقيمي للأطفال.
إنه عالم نفس ومحاضر في كلية الدراسات العليا في جامعة هارفارد وكلية هارفارد كينيدي، وقد قام بتأليف كتابين، من ضمنهما “الأهل الذين نقصد أن نكونهم The Parents We Mean to Be” ، وقد تمت تسمية هذا الكتاب من قبل مجلة نيويوركر كواحد من أفضل الكتب في العام الذي صدر فيه.
إن المبادئ الأساسية للباحثين في جامعة هارفارد هي التالية: تعليم الأطفال منذ سن مبكر أن يتمتعوا بسمات الكرم والإيثار. لا يجب القيام بذلك لأنه شيء جيد فقط، بل هو أيضاً ضروري لتطوير العلاقات الجميلة – أحد أهم مصادر السعادة للبشر- ولتعليمهم كيفية التفاعل مع سوق العمل.
نعم، تفيد هذه المبادئ في التفاعل والتعامل مع سوق العمل: يعتمد النجاح على معرفة كيفية التعاون مع الآخرين أكثر من أي شيء، والأطفال المتعاطفون والواعون اجتماعياً يصبحون أشخاصاً متعاونين جداً.
إليكم 5 نصائح عملية لزرع بذرة الخير داخل أطفالكم:
1- قضاء الوقت مع أطفالكم
إنه أساس كل شيء. يتعلم الأطفال الاهتمام بالآخرين واحترامهم حين يتم التعامل معهم باحترام وحب. ناقشوا، اطرحوا أسئلة، استمعوا إلى الإجابات، خططوا لأشياء جميلة معاً، اقرأوا كتباً قبل النوم. الطفل الذي يشعر بأنه محبوب هو فعلياً في منتصف الطريق.
2- كونوا قدوة
يتعلم الأطفال السلوك الأخلاقي والمعنوي عبر ملاحظة سلوك الأهل والآخرين الراشدين الذين يحترمهم. انتبهوا إلى ما تفعلونه. هل تتصرفون بطريقة صادقة وأخلاقية وبكرم كما تتمنون أن تروا طفلكم يتصرف؟ هل أنتم قادرون على حل خلافاتكم الخاصة بهدوء؟ بالتأكيد لا يوجد شخص كامل طيلة الوقت، ولهذا السبب من المهم أن نكون القدوة الجيدة عبر التعرف على أخطائنا أيضاً، وعبر التصرف بتواضع وتقييم سلوكنا الخاص.
هل ارتكبتم خطأ ما؟ اعترفوا به وحاولوا تطوير وتحسين ذاتكم.
3- قولوا بصوت عالٍ وقوي إن الكرم والقيم الأخلاقية مهمة
يقول الكثير من الأهل إن هذه القيم تشكل أولوية، لكن هذا الكلام لا يصل إلى أسماع الكثير من الأطفال. يحتاج الأطفال إلى سماع أن سعادة الآخرين لا تقل أهمية عن سعادتنا بصوتٍ عالٍ ومرتفع، وأن علينا أن نتصرف بشكل صحيح حتى حين يكون ذلك أصعب، وأن علينا الالتزام بمسؤولياتنا، وأن نكون عادلين. شجعوا أطفالكم على اتخاذ قرارات تعزز احترام الأخلاقيات واحترام الآخر.
4- خلق فرص للأطفال لممارسة الامتنان
الامتنان هو الكلمة الأساسية للأشخاص الذين يبحثون عن السعادة. تظهر العديد من الدراسات أن الأشخاص الذين يمتنون لامتلاك الأشياء الجيدة في حياتهم ويدركون قيمتها هم أكثر سعادة. يجب تدريب عضلة الامتنان حتى تصبح أقوى.
تشجيع الأطفال على التعبير عن الامتنان: شكراً لهذا المعلم العظيم، شكراً لك للذهاب إلى الملعب مع الجدة، شكراً على هذه الوجبة المميزة، شكراً لأنك ساعدتني في واجباتي المدرسية.
5- علموهم النظر إلى ما هو أبعد من عالمهم الصغير
معظم الأطفال يهتمون بعائلتهم وأصدقائهم. التحدي الكبير هو جعلهم يطورون تعاطفاً مع شخص خارج هذه الدائرة الاجتماعية، مع الطفل الجديد في الصف، أو شخص لا يتحدث بلغتهم، أو عامل النظافة في المدرسة، أو شخص يعيش في بلد بعيد. ساعدوا طفلكم على الانفتاح على العالم الذي يحيط به.
تحدثوا عن الأخبار، عن الصعوبات التي يعاني منها الناس الذين يعيشون بعيداً. أو تحدثوا ببساطة عن أشخاص مختلفين عنكم. هذا يساعد الطفل فعلاً على فهم أن العالم هو أكثر وأكبر مما نستطيع أن نرى، إنها مهارة ممتازة يجب تطويرها في هذا العصر المليء بالعولمة.