إذا كنتِ تريدين استعادة ابنك القديم أعيدي له أمه- الغيرة
كانت صديقتي تحدثني عن ابنها كأنها تتحدث عن عدو! “إنه وقح وعديم التربية. يستفزني! لا يرد علي! علاماته متدنية في المدرسة.. لن يفلح في شيء في حياته. أخته أفضل منه، على الأقل تساعدني حين تراني متعبة…..”.
كان طفلها الذي يبلغ من العمر ٧ سنوات يلعب في غرفة الجلوس أمامنا. حاولتُ أن ألفت نظرها أو أجعلها تغير الحديث كي لا تتحدث هكذا أمامه لكنها لم تستجب لي.. فكان الحل الوحيد أن اناديه لأنني كنت أعرف أنه يسمع كل كلمة ويدعي الانشغال باللعب. فناديته “جود، عزيزي هيا أرني ماذا رسمت”. اقترب مني وأراني الرسم إذ به رسم أخته تمسك بيد أمه وهو في مكان منفصل عنهما في الورقة.. وقد شخط على نفسه بالقلم عدة مرات.. فغمرته وعجزت عن التعبير حينها.. ماذا أقول لهذا الطفل الصغير وكيف أواسيه.. وأمه تلفظ أمامه عبارات تخترق قلبه كالسهام. طلبت منه أن ينرك الورقة معي ويرسم رسمة أخرى في غرفته إذ كان من الضروري أن أتحدث مع صديقتي.
حين تأكدت أنه دخل إلى غرفته أمسكت الورقة أمامها وسألتها بانفعال “ما الذي ترينه في هذه الرسمة”.
أمسكت الورقة بيدها وصمتت. فأكملت حديثي “ابنك يشعر بالغيرة من أخته الصغرى. وأتت تزيدين الأمر سوء حين تقارنيه بها.. أنظري كيف رسم الخطوط على نفسه وكأنه يرى نفسه شخصاً سيئاً ويتمنى أن يختفي.. إنه يرى نفسه بعينيكِ انتِ.. أنظري كيف رسمك تمسكين بيد أخته بينما تتركينه بمفرده حزيناً..”. فبدأت صديقتي بالبكاء وقالت “أنا أحبه كثيراً ولا أريد أن أسبب له كل هذا الحزن، لكنه يتعبني كثيراً. جود لم يكن هكذا. أين ذهب طفلي المهذب الحنون؟ لم أعد أعرفه”.
فأجبتها “أعرف أنك تحبينه لكن متى كانت آخر مرة عبّرتِ له فيها عن حبك؟ كل ما تقومين به هو انتقاده طيلة اليوم. متى كانت آخر مرة شجعته فيها على إنجازاته الصغيرة؟ ماذا تتوقعين منه؟ سلوك ابنك طبيعي وفقاً لطريقة تعاملك معه.. إذا كنتِ تريدين حقاً استعادة ابنك القديم.. أعيدي له أمه!”
🔹️إنها رسالة إلى كل أم تتعامل بعد ولادة طفل جديد مع طفلها الأكبر سناً كأنه أصبح راشداً وتنسى أنه ايضاً طفل. إذا لاحظت أن طفلك تراجع سلوكياً بشكل كبير وأردت استعادته حقاً.. أعيدي له أمه 💔