لماذا يتحدث الأولاد إلى أنفسهم وإلى ألعابهم ؟ هل هذه العادة هامة لصحتهم النفسية أم لا؟ وهل على الأهل الإصغاء إلى حديث الأولاد مع أنفسهم ؟
يتحدث أطفال مرحلة ما قبل المدرسة إلى أنفسهم وإلى ألعابهم وأحياناً إلى أصدقائهم الخياليين.
أصغي إلى مخاطبته لنفسه كلما سنحت أقل فرصة (من دون أن يلاحظ ذلك) لأنك بذلك ستكسبين منفذاً لفهم أفكار طفلك.
هناك الكثير من الجدل والصراع حول الغاية من مخاطبة الطفل لنفسه، إلا أنني أوافق العالم النفسي الروسي فيفوتسكي الرأي.
يعتقد أن حديث الأولاد مع أنفسهم لسببين: أولاً ليرسّخوا ما يعرفونه مسبقاً وثانياً ليعلِّموا أنفسهم أكثر.
إليكم مثالاً طريفاً عن الطريقة التي تتيح للطفل أن يتعلّم من خلال مخاطبة الذات..
كان يلعب ببضعة ألعاب في منزله بينما كنت أدوّن ما يقوله.. كانت لعبته المفضلة في ذلك الصباح عبارة عن دراجة بلاستيكية صغيرة، يدحرجها من تحت عدة أشياء في الغرفة.
وبعد القيام بذلك لبعض الوقت، بدأ يلاحظ أن الانحدارات تتيح لدراجته الانتقال بسرعة أكبر، ثم بدأ يقول لنفسه (دوري! تحت التلة!)،
وكان واضحاً جداً أنه اكتشف العلاقة بين الانحدارات ومستوى السرعة الأكبر، لأنه كان يشرح لنفسه ما كان يجري.