الهوموسيستيين عدو القلب:
لم تصبح الأدلة على صحة نظرية الهوموسيستيين مقنعة إلا في تسعينيات القرن العشرين. في العام 1992 أظهرت دراسة أجريت على 14000 طبيب أن أولئك الذين شكلوا نسبة الـ 5% منهم، ذات المستوى الأعلى للهوموسيستيين ضمن المجموعة، كانوا أكثر بثلاث مرات عرضة للإصابة بالذبحة القلبية مقارنة بالـ 5% الذين كان الهوموسيستيين لديهم في أدنى مستوياته.
هذا ما أكدته دراسة فرامنغهام لأمراض القلب التي أجريت في ماساتشوستس والتي أظهرت أن ارتفاع مستوى الهوموسيستيين في الدم إلى أكثر من 11.4 ميكرومول (micromoles) في الليتر يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب. وأظهرت دراسة أخرى من جامعة واشنطن أن ارتفاع مستوى الهوموسيستيين يضاعف خطر الإصابة بأمراض القلب لدى النساء الشابات.
لكن البرهان الأهم جاء من مجموعة European Concerted Action Group وهي مجموعة من الأطباء والباحثين من أكثر من 19 مركز طبي في تسع دول أوروبية. بعد دراسة أجرتها المجموعة على 750 شخصاً لا تزيد أعمارهم عن 60 عاماً، مصابين بتصلب الشرايين ومقارنتهم بـ800 شخص لا يعانون من هذه الأمراض تبين أن ارتفاع مستوى الهوموسيستيين يشكل عامل خطر تماماً كالتدخين أو ارتفاع مستوى الكولسترول. وأولئك الذين شكلوا خمس المجموعة الذين يعانون من أعلى ارتفاع لمستوى الهوموسيستيين كانوا أكثر من غيرهم بمرتين عرضة للإصابة بأمراض القلب. أي أن 20% من الأشخاص الذين خضعوا للفحص كانوا معرضين للإصابة بأمراض القلب بسبب ارتفاع مستوى الهوموسيستيين لديهم.
كما تبين أن أولئك الذين يتناولون مكملات غذائية من الفيتامينات تمكنوا من خفض خطر إصابتهم بأمراض القلب إلى ثلث الخطر الذي يتهدد غيرهم ممن لا يتناول الفيتامينات. عندما تمت مقارنة مستويات الفيتامينين B6 و B12 وحمض الفوليك في المجموعتين تبين أن هناك علاقة مباشرة بين ارتفاع مستوى الهوموسيستيين وبين نقص الفيتامين B6 وحمض الفوليك، علماً أن العلاقة كانت أقوى مع نقص الفيتامين B6 . ولم تظهر أية علاقة بين مستويات الهوموسيستيين والفيتامين B12 .
ما هي الكميات التي نحتاجها من هذه الفيتامينات لنحمي القلب ؟ للإجابة عن هذا ترقبوا المقالة القادمة