هذه الاضطرابات في السلوك تتفاوت بحسب المواد التي تتعرض لها الأمهات خلال الحمل…
أكدت دراسة جرت في فرنسا، ونشرتها مجلة Environment Health Perspecttive، مخاطر تعرض النساء الحوامل لمواد بلاستيكية معينة (bisphenol A, tricloson, بعض الفتالات) على أطفالهن الصبيان.
3 مواد تثير القلق بالذات
نشاط زائد، انطواء على الذات، خوف أمام المواقف الجديدة : التأثير على الاولاد يختلف بحسب المواد الكيميائية التي تتعرض لها الأم خلال الحمل. من بين 15 مادة كيميائية تم اختبارها، المركبات “الاكثر تسبباً بالقلق من هذه الناحية” هي ال bisphenol A والتريكلوزان وال DBP.
إنه إثبات إضافي على تأثير هذه المواد المسببة للخلل في الغدد الصماء، كما صرح الدكتور ريمي سلامة أحد المشرفين على الدراسة.
أوضحت دراسات جرت في المختبر بكل وضوح أن كل هذه المواد الكيميائية تسبب الخلل في الغدد الصماء. وإنها قابلة للتفاعل مع جهاز الهورمونات الذي يتحكم في نمو الدماغ عند الولد.
ال pisphenol A ممنوع في كل علب المواد الغذائية في فرنسا منذ يناير 2015، بعد صدور هذه الدراسة. لكننا ما نزال نجده في النظارات، ال CD الخ.
التريكلوزان هو عامل مضاد للبكتيريا موجود في بعض معاجين الأسنان والصابون. إنه مسموح ضمن حدود معينة في مستحضرات التجميل وهو ممنوع في الأقمشة على صعيد الاتحاد الاوروبي.
ال DBP يستخدم في الغراء، طلاء الأظافر، ورذاذ الشعر ولتطرية المواد البلاستيكية مثل ال PVC. هو أيضاً ممنوع الاستعمال قانوناً إلا في حدود معينة كما أنه ممنوع في مستحضرات التجميل.
تناولت الدراسة التي جرت في فرنسا حالة 529 ولد صغير، ما بين سنة 2003 و 2006. وجرى فحص البول عند النساء الحوامل بهدف تقييم درجة التعرض للفينولات والفتالات. وظهر أن 70 إلى 100% من النساء كن قد تعرضن لمستويات ملموسة من هذه المواد.
بين عمر 3 و5 سنوات عند الأطفال، قام الباحثون بتقييم بعض جوانب سلوكهم مثل النشاط الزائد، المشاكل العاطفية والاجتماعية. برهنت الدراسة أن التعرض لل bisphenol A كان مرتبطاً بزيادة المشاكل المتعلقة بعلاقات الولد مع محيطه في عمر 3 سنوات وبسلوكيات من نوع النشاط الزائد في عمر 5 سنوات.
هذا البحث يثبت تأثيرات ال bisphenol A على السلوك البشري ولو بكميات قليلة، أدنى من تلك التي توصي بها السلطة الأوروبية للأمن الغذائي.
هناك خطر كبير أيضاً في ال DBP
يرتبط ال DPB أيضاً باضطرابات عاطفية واجتماعية، من بينها السلوك الانطوائي بعمر 3 سنوات، وبعمر 5 سنوات فيما يتعلق بالمشاكل العاطفية.
الارتباط بين ال DBP واختلال السلوك ظهر بوضوح في دراسات سابقة عند الأولاد. يؤكد ريمي سلامة “يجب شدّ حبل المشنقة حول هذه المادة أيضاً”.
برهنت الدراسة أيضاً ارتباطاً بين التريكلوزان وزيادة المشاكل العاطفية بين عمر 3 و5 سنوات. “إنها أول دراسة تقيّم تأثيرات هذه المادة على السلوك البشري”.
وكشف فريق العمل بوضوح عن تراجع محيط الجمجمة وقت الولادة عند الأجنّة الذين تعرضوا للتريكلوزان في رحم أمهاتهم.