هل تريدين أن تحطمي ابنتك عندما تكبر؟ هل تريدين أن تجعلي من طفلتك شخصية ضعيفة في المستقبل؟ هل تريدين أن تصبح ابنتك لقمة سائغة للأنذال؟ إذن امتنعي عن قولي هذه العبارة…
«كوني لطيفة، يا حبيبتي!»
لكي تكون الفتاة الصغيرة حبيبة أمّها، عليها أن تجعل من نفسها صورة عن المثال الأنثوي الذي تكوّنه أمها في لا وعيها. ستتمكّن الأم بسهولة من تحقيق مشروعها المثالي كامرأة راشدة في شخص ابنتها: ستكون جميلة ولطيفة وخدومة. في ما بعد، عندما ستتصرّف الابنة بصورة سيّئة، ستعاقبها أمها على هذا «الانحراف» فتقول لها «لست لطيفة!»، أي أنك تبتعدين عن الصورة التي رسمتُها عنك.
وفي لغة الأم، أن تكوني لطيفة يعني أن تتلقّي مزيداً من الحب؛ وأن تكوني جميلة يعني أن تحرزي مزيداً من النجاح… وأن تثيري مزيداً من الغيرة. لكنّ هذا الجزء الأخير غير مسجَّل في لائحة المعطيات الأساسية.
تؤسّس هذه الجملة للخضوع، وهي في أصل استعباد غادر يُخضع مشاعر الفتاة الصغيرة للصورة التي يراها الآخرون عنها وعن تصرّفاتها ويجبرها على الاستسلام والانقياد. الفتيات الصغيرات اللطيفات يصبحن دمى من الخزف تتدهور صحتهن الضعيفة بسرعة عند احتكاكهن بالحياة الواقعية.
عندما تصل الفتاة الصغيرة اللطيفة الظريفة إلى مرحلة المراهقة، تفعل كل شيء وأي شيء لتُعجب الآخرين بكونها شديدة اللطف، في حين أنها لا تمتلك مؤهلات تسمح لها باجتذاب الفتيان. وتقبل أيضاً بأن تستسلم لأول فتى تخرج معه كيلا يستاء منها. هل يصدمكم هذا؟ في العديد من الحالات، كانت الشابات اللواتي وقعن ضحية الاغتصاب فتيات صغيرات لطيفات قمن بأي شيء للتماثل بصورة الفتاة اللطيفة المتفانية التي فرضتها أمهاتهنّ عليهنّ.
اختيار الكلمات
إن لم تكن ابنتكم مثالاً للجمال (وهذا ليس من مؤهلات النجاح، مهما يكن رأيكم) فلا تقولوا لها أبداً إنها ظريفة أو لطيفة أو حلوة. وإذا لم تطعكم دائماً، فلا تطلبوا منها أن تتصرّف كإحدى شخصيات كتب الأطفال المثالية. تجنّبوا استخدام هذه الصفات فتحمونها من الأنذال الذين ستصادفهم لا محالة في طريقها. «لا تكوني لطيفة أو ظريفة يا ابنتي، كوني على طبيعتك وفخورة بذلك كما أنا فخورة بك!»