بالنسبة إلى الطفل، الحياة بأكملها هي مغامرة مبدعة تولَد أحيانًا من خربشات بسيطة لا يفهمها الكبار.
تقترح علينا تقنيّة مونتيسّوري أن نكون قادرين على منح “شعاع الأمل” الذي يحتاج إليه كل طفل من أجل السماح له بمتابعة مساره.
يعرض لنا دانيال غولمان في كتابه العقل المبدع حالة طفل عمره أكثر من 10 سنوات بقليل قال لأمّه إن عليه أن يُنجِز فيلم رعب للمدرسة.
فاشترت له أمّه مربّى كرز شديد الإحمرار وبدأت بوضعه على الأثاث. بعد ذلك استعارت له كاميرا فيديو وتركته يستخدم الصالون كديكور لتصوير الفيلم.اسم الطفل ستيفن سبيلبرغ، أشهر مخرجي هوليوود.
هذا كان مثالًا عن القدرة التي يمكن للكبار أن يمارسوها إذا استعملوا قدرتهم في مساعدة الأطفال أو عدم مساعدتهم من خلال “تكسير أجنحتهم”.
هذا الأمر الأخير يحصل في أغلب الأحيان في المدارس التقليدية حيث لا يشجّعون متعة التعلّم بل يمارسون الضغط والبحث عن الدقة والوسوسة بالكمال التي تخنق السعادة والخيال…
ندعوكم اليوم إلى اكتشاف كلّ ما تشجّع عليه طريقة مونتيسّوري.
تقنيّة مونتيسّوري، مدارس مسلّية تنجح
عندما نتكلّم عن الإبتكار التعليمي أوّل دولة تخطر ببالنا هي فنلندا.
ولكن بالقرب من ميلانو في إيطاليا هناك مدرسة صغيرة تُدعى “ريجيو-إيميليا” تطبّق منذ 40 سنة تقنيّة مونتيسّوري المتعلّقة بالإبداع كما أنها تطبّق نظريّة بياجيه حول التغيّرات المتطوّرة عند الأطفال. والنتائج التي تعطيها المدرسة رائعة بكلّ بساطة.
“أوّل دور للتعليم هو تحريك الحياة من أجل إعطاء الحريّة الضرورية لتطوّرها.”
يعترف أخصّائيّو التربية والخبراء فيها بالقيمة الكبيرة لهذا المركز المعروف بإسم “المدرسة المُسّلّية أو مدرسة اللعب”.
تستقبل هذه المدرسة أطفالًا تتراوح أعمارهم بين سنتين و 6 سنوات لديهم مجال واسع من الحركة.
إنهم يعملون بحريّة في مواد متعدّدة: يرسمون وينحتون ويحلّون الأحاجي ويزورون المتاحف والأهم من كل ذلك هو أنهم يرضون في هذه المدرسة فضول الطفل الطبيعي وبعززونه خلال “الفترات الحسّاسة” والمهمّة.
هناك جانب أساسي لمدرسة ريجيو-إيميليا هو مشاركة الأهل. أُنشئ هذا المركز بعد الحرب العالميّة الثانية مكان سينما قديمة.
كانت العائلات تعرف جيّدًا ماذا تريد وقتها. كانت تريد أن تلِد أطفالًا أحرارًا قادرين على تحسين الواقع.
ففي نهاية المطاف الإبداع هو القدرة على التفكير بحريّة أثناء المرح. لذلك تبنّوا تقنيّة مونتيسّوري.