المعجزات موجودة:
لطالما تساءلت جودي هانت عندما كانت صغيرة لماذا كان أبوها يضمّها ويقبّلها بشدّة ليلة عيد الميلاد. وعندما أصبحت في الواحدة والعشرين من العمر أدركت جودي سرًّا عائليًا خطيرًا.
في العام 1956 بعد ولادة طفلتها مباشرةّ وقعت مارغوريت ضحية مرض عقليّ خطير كان مجهولًا في تلك الفترة وهو: الهَوَس الإكتئابي bipolar disorder.
ولكن ظنّ الكثيرون أن العوارض التي كانت تعاني منها هي عوارض إكتئاب ما بعد الولادة (المعروفة بإسم Baby Blues) وكانت مارغوريت تعاني كثيرًا. ليلة عيد الميلاد عندما كانت جودي في الشهر الثالث من العمر قررت أمها أن تقفز بها من عن جسر Shelby Avenue Bridge (يبلغ إرتفاعه أكثر من 25 مترًا) في مياه نهر كامبرلاند المجمّدة.
ولكن الأم والطفلة نجتا وأخبرتانا هذه القصة الدراميّة وغير الإعتيادية.
” وقتذاك كنت في الشهر الثالث من العمر وكانت حالة أمي تتدهور شيئًا فشيئًا.. لم يكفّ الناس عن القول لها “إنها تعاني من إكتئاب ما بعد الولادة. الأمر بسيط، لا تقلقي”. إلى أن حملتني ذات يوم وذهبت. كان ذلك في ليلة عيد الميلاد. قادت السيارة وصولًا إلى جسر Shelby Street وقفزت عنه وهي تحملني بين ذراعيها.
يمكنكم أن تروا في الصورة أدناه جاك نوكس وهو عامل في الشركة المعنيّة بإدارة الجسور يقفز من عن الجسر لينقذ جودي بعد أن عاين الحدث المأساوي.
سبح جاك باتجاه الأم التي خرجت من اضطرابها العقلي بفعل الماء البارد وبدأت بالصراخ :” طفلتي! طفلتي!” وهذا الأمر جعل الرجل يدرك أن هناك طفلة.
ومن دون انتظار أي لحظة أخذ جودي وسبح متّجهًا نحو صديقه هارولد هوغ وهو زميلٌ له شارك هو أيضًا في عمليّة الإنقاذ فأعطاه الطفلة ليعود بحثًا عن الأم.
أسرع السيّد هوغ نحو الضفّة وهزّني فبدأت بالسعال والتنفّس والبكاء. لو لم يهزّ كتفيّ لما كنت موجودة ههنا الآن. لم يكن في رئتيّ أي نقطة ماء ولا أي كسر في جسمي. كنت بحالة ممتازة. كانت معجزة حقًّا.
بعد هذه الحادثة كانت مارغوريت أولى النساء في تينيسي اللواتي يتم تشخيص حالة الإكتئاب الهَوَسي عندها. وبفضل علاجها عاشت حياةً سليمة وسعيدة.
ولكنها كتمت السر عن طفلتها لحوالى 21 سنة بسبب تغلّب الندم عليها.
” تكلّمت مع الأطباء والمسعفين ورجال الإطفاء وجميعهم أكّدوا لي أن احتمال نجاة طفل في الشهر الثالث من العمر مرميّ عن الجسر في نهر كامبرلاند هو دون الصفر بالمئة. بل كان مستحيلًا. وعلى الرغم من ذلك أنا هنا.”
بعد 59 سنة من الحادثة يمكن لجودي أن تخبر قصّتها بصراحة. ومؤخّراً قابلت منقذها هارولد هوغ من جديد.
“عندما ضمّني بين ذراعَيه بدا الأمر لي مألوفًا جدًا. ونحن نلتقي دائمًا الآن”.
فعلًا المعجزات موجودة!
إذا تأثرتم بهذه القصّة التي قدمناها لكم لا تتردّدوا بمشاركتها مع أصدقائكم!