مختلفَين…ولكن ليس كثيرًا
حتى لو “انجذبت الأضداد”، فالانسجام أيضًا أمر ضروري ويحتاج الشخصان إلى درجة من التشابه بينهما. وكذلك بحسب عالم النفس والمحلل فاديم بتروفسكي يمكن التمييز بين 3 معايير أساسية على الأقل يمكن مصادفتها عند الثنائي لكي تنجح العلاقة الزوجية.
- المعيار الأول هو المزاج العام. إذا كان الشخص يتمتّع بمزاج “حامٍ” وعاطفي يجب أن يكون شريكه المثالي مشابهًا له. إذا كان الأمر معاكسًا أي إذا كان الشخص خجولًا ولا يظهر مشاعره سيكون أكثر ارتياحًا مع شخص مشابه له.
- المعيار الثاني هو مستوى الانفتاح. في الثنائي على الطرفين أن يكونا منفتحَين. إذا كان شخص منهما منفتحًا أكثر من الآخر قد يسبب هذا الأمر توتّرًا وسوء الفهم بسبب الإحباطات التي تصعّب على الثنائي الاستمرار في العلاقة.
- وأخيرًا يجب أن يكون مستوى الغيرة متشابهًا. لا يمكن تجنّب الغيرة عند الثنائي ولكنها لا تهدد استمرار العلاقة بالخطر إذا كان الطرفان يغاران على بعضهما البعض وهذا حسب ما يؤكّده بتروفسكي. وعلى العكس إذا كان أحد الطرفين يغار على الآخر أكثر من شريكه سيسبب هذا الأمر شعوراً بعدم الأمان وفقدان العاطفة.
إيجاد العيوب التي تناسبنا
العلاقة بين شخصين تشبه جسدًا حيًا أو نظامًا بيئيًا يمكنه أن يتطوّر ويكبر أو أن يمرض أحيانًا. يمكن لهذا الجسم أن يُشفى كما يمكنه أن يموت قبل أوانه. في بدايات العلاقة نكون تحت تأثير المشاعر والأحاسيس القوية. على غرار المخدرات هذا يؤثّر على إدراكنا للواقع ويمنعنا من رؤية العيوب المحتملة عند الشريك. يحدث هذا الأمر عندما نقع في حب شخص لا نعرفه جيّدًا.
وبعد وقت وجيز نبدأ بإدراك الأمور كما هي في الواقع: ندرك أن الشخص الموجود أمامنا ليس كائنًا كاملًا بل إنسانًا بحسنات وعيوب.
وفي هذه اللحظة يحصل أحد الأمرين: إما يخيب أملنا وننفصل لكي نبحث عن شريك جديد مثالي وإما نتقبّل عيوبه ونتعلّم الحوار ونقبل الاختلافات والعيوب ونعترف بحق كل شخص في ألا يكون مثاليًا.
ولهذا السبب من الضروري ألا تحاولوا أن تغيّروا النقاط التي لا ترضيكم في هذه اللحظة من العلاقة لأنكم لن تفشلوا وحسب بل ستزيد الأمور سوءًا عند الطرفين. فعوضًا من أن تحاولوا أن تغيّروا الأمور التي لا تناسبكم اعلموا أن الحل الوحيد هو أن تقبلوا نقاط الضعف هذه آخذين بعين الاعتبار نقاط القوة الموجودة في المقابل – أو أن تدركوا أن هذه الامور لا تناسبكم وأن تعترفوا بأنكم لم تخلَقوا لبعضكما البعض وأن تبحثوا عن شخص يحقق توقعاتكم.
تذكروا دائمًا أن ما من إنسان كامل والهدف هو أن تجدوا شخصًا يكمّلكم لكي تتمكّنا معًا من أن تتعاونا بفضل نقاط قوة كل منكما.
موقع التربية الذكية