هل تأملين أن يعاملك زوجك بمزيد من اللطف والحب والاحترام؟ وان يكون معك كما تحبين؟
إن كان الجواب نعم، فلديّ خبر جيد وآخر سيئ لك:
1- الخبر الجيّد: لديّ وصفة مضمونة النجاح.
2- الخبر السيء: الأمنيات وحدها لا تكفي. يجب أن تكوني مستعدة لتطبيق الوصفة التي سأطلعك عليها هنا.
لن أكرر على مسمعك كلاماً مبتذلاً وبالياً مثل “إن أردت أن يعاملك الآخرون بلطف فعليك أن تتعاملي معهم بلطف.” هذا صحيح من حيث المبدأ لكن الحياة أكثر تعقيداً. لكل طرف في العلاقات التي تفتقر إلى اللطف روايته التي تتضمن الكثير من تبرير الذات ومن الاستياء اللذين ينبغي تجاوزهما.
عليكِ أن تتجاوزيهما فسيقضيان عليك إن لم تفعلي. تشير جانيس كيكولت غلاسر Janice Kiecolt-Glaser، مديرة قسم الصحة النفسية في كلية الطب في جامعة أوهايو إلى تأثير التفاعلات الزوجية على الجسم فتقول: “نعرف أنّ الأزواج الذين يتعاملون بشكل شرير أو عدائي مع بعضهم البعض أثناء مناقشة أيّ خلاف يسجلون ارتفاعاً أكبر في هرمون الضغط النفسي وخللاً اكبر في جهاز المناعة نتيجة لذلك.”
كيف يمكن أن نتجنّب أنماط الضغط النفسي والاستياء الشديدين ونستعيد اللطف والسلام؟
لنكن واضحين بشأن ما ينبغي ألا نفعله (لنسميها لائحة الممنوعات).
لن يحدث التغيير الايجابي:
- بتمني التغيير.
- لأنك تستحقين المزيد من اللطف والاحترام (على الرغم من أنك تستحقين ذلك).
- لأنك تطلبين ذلك (ستحصلين على الأرجح على رد فعل دفاعي).
- بالغضب – سيأتي هذا بعكس النتائج المرجوة.
- بالتماس اللطف. إذا التمست فستحصدين على الأرجح الشفقة وليس الاحترام.
- بالشكوى (لأيّ شخص).
- بعدم تغيير أيّ شيء مما اعتدت أن تفعليه.
تجدين في ما يلي الطريقة التي تنجح والتي تنقسم إلى ثلاث مراحل. احرصي على قراءة كل ما سيرد بعناية.
المرحلة الأولى: ضعي الأسس لعلاقة أفضل
تبدأ الأمور كلها معك. وهذا خبر جيّد لأنك تريدين أن تكوني عامل تغيير وإلا ستبقين أسيرة نزوات وأهواء الآخرين. ما من عامل أهم من استعدادك لتحمّل مسؤولية إلهام التغيير الذي ترغبين فيه. في الواقع، أشار 99% من أجوبة الاستفتاء في المعهد الوطني للزواج إلى أن تحمّل المسؤولية بشكل شخصي عامل هام في نجاح الزواج.
الخطوة الأولى: حددي الهدف.
إذا أردت أن تعاملي بلطف أكبر، فعليك أن تجعلي من هذا هدفاً واعياً. لا بأس في أن ترغبي في أن تكون حصيلة هدفك هي إدراك الزوج أنّ عليه أن يكون أكثر لطفاً.
سيكون رد فعل الطرف الآخر النتيجة وليس تركيز جهودك. لا بد من التمييز بين الأمرين. إذا ركّزت على جعل الآخر يتغيّر فستبدين وكأنك تحاولين التحكّم به والسيطرة عليه وتحصدين نتيجة معاكسة لما تريدين.
الخطوة الثانية: اخطي خطوة نحو الاستقلالية.
عندما تجدين نفسك عالقة ضمن نموذج علاقة غير صحية، غالباً ما يتولّد لديك شعور بالتبعية. وهذه التبعية تجعل الحدود ضعيفة حيث تصبحين مستعدة لتحمّل كافة أنواع سوء المعاملة بغية الحفاظ على العلاقة. يأتي هذا دوماً بنتيجة عكسية فتشعرين بالتعاسة إنما تبقين تابعة ومتمسكة بالعلاقة.
يؤدي الضغط الناجم عن محاولة الحفاظ على سير العلاقة إلى الفخّ مباشرة. وتجدين نفسك في شرك لائحة الممنوعات، تلتمسين الاحترام لكنك لا تتصرفين بطريقة تفرضه. لذا، أجري تقويماً لما ينبغي أن تفعليه لتصبحي أكثر استقلالية (وبالتالي أقل اعتماداً على الشريك). هل تحتاجين إلى مصدر دخل خاص؟ هل تحتاجين إلى المزيد من الأصدقاء أو الهوايات؟ هل تحتاجين لأن تتعلّمي كيف تتخذين قراراتك بنفسك؟
إن الخطوة المحترمة والواثقة نحو استقلالية أكبر ستغيّر مجرى علاقتك وتمنحك الاحترام من دون أن تضطري للمطالبة به.
الخطوة الثالثة: أعيدي استكشاف الآخر.
حان الوقت كي تعيدي تقويم هذا الشخص وحقيقته وما يحتاجه منك. كيف يشعر هذا الشخص بأنه محبوب ومحترم؟ وما هي شكواه المشروعة ضدك؟
ضعي لائحة تحدد كيف ينبغي لك أن تتصرفي مع زوجك وتعهّدي بأن تنفذيها لبعض الوقت. ما هي الأمور الثلاثة التي يمكن أن تفعليها بشكل مستمر ومن شأنها أن تعكس حبك للشريك؟ (أنت تعرفين ما هي).
لا يمكن لأيّ علاقة هامة أن تنمو وتزدهر من دون اهتمامات صحيّة أخرى. لا يشكّل الأشخاص النرجسيون شركاء جيدين.
المرحلة الثانية: بسيطة إنما مليئة بالتحديات
إن المرحلة الثانية بسيطة لكنها الأصعب لاسيما إن كنت تبحثين عن رضا فوري في حين أنك عالقة في إطار من البُعد أو عدم الاحترام. هذه المرحلة اسمها الصبر. عليك أن تنفذي المرحلة الأولى بشكل مستمر ولفترة من الوقت. ولا يمكنني أن أحدد الفترة الزمنية لأنها تختلف من شخص إلى آخر.
ما هي المدة التي تشعرين أنك مستعدة لتخصيصها؟ إن لم تكوني مستعدة لأن تخصصي ما لا يقل عن ثلاثة أشهر لهذه العملية فعليك أن تعيدي النظر في أهمية هذه العلاقة وقيمتها في هذه المرحلة من حياتك.
نفّذي المرحلة الأولى باستمرار حتى تشعري بأنك رسّخت أسسها الصلبة. إذا احتجت لدعم خارجي فالجئي إلى صديق تثقين به ويهتم لأمرك أو إلى مدرّب أو معالج. إنّ المسألة هامة إلى هذا الحد.
تحلّي بالصبر.
المرحلة الثالثة: الوصول إلى التعاون
في هذه المرحلة، ستبدأ أيّ علاقة قابلة للاستمرار بتسجيل تغيّر جذري. لقد أصبحت أكثر استقلالية، تمارسين الاحترام وتمنحين الشريك ما يحتاجه، وتنتظرين بصبر أن تحصدي نتائج ما استثمرته. تتجاوب العلاقات ذات الإمكانيات العالية مع وصفة تغيير قواعد اللعبة هذه بشكل سريع. وكلما كانت العلاقة سليمة أكثر، كلما تجاوبت بسرعة أكبر.
في هذه المرحلة، وبعد أن سددت ما يتوجّب عليك، يمكنك أن تجعلي نواياك أكثر وضوحاً وان تزيلي ما تبقى من عدم الاحترام. بمعنى آخر، لقد استأهلت حقك في المطالبة بالاحترام واللطف. يمكنك أن تقولي مثلاً:
لقد احترمت كثيراً حاجاتك ورغباتك وأنوي أن استمر في لعب دور الشريك والرفيق الجيد والطيب إلا أنني في المقابل لا أحصل على ما أحتاجه منك ولا بد من تغيير هذا.
هذا عادل ومن حقك أن تقولي هذا. وأنت في أفضل موقف لتفعلي هذا. يمكنك أن تعلني عن حاجاتك بشكل محدد. يمكنك أن تطلبي من الآخر أن يفعل أو يتوقّف عن فعل ما تريدين وأن تتوقعي تجاوبه الكامل من دون أن يُسمعك أيّ حجج وتبريرات.