سأعطيكم وسائل بسيطة نسبياً لمحاربة الفطريات السيئة المنتشرة في الأمعاء وإعادة التوازن إلى مستعمرات الخمائر والبكتيريا في جسمكم، للحدّ من الفطريات والكانديدا التي تسبب كل هذه المآسي.
تظهر الفطريات عندما تنمو البكتيريا السيئة والخمائر الضارة بشكل مفرط في الأمعاء.
عادةً، في معجزة من معجزات الطبيعة، تنظم الخمائر والبكتيريا في الأمعاء نفسها : فهي تتبادل الخدمات بين بعضها بما أن كلاً منها يراقب غذاء الآخر : البكتيريا تنتج الأحماض العضوية التي تغذي الخمائر. الخمائر بدورها تنتج الأحماض الأمينية والببتيدات التي تأكل البكتيريا.
كلاً منها بحاجة إلى الآخر لتنمو بشكل منسجم. ولكن إذا قمتم بتدمير البكتيريا بالمضادات الحيوية وأفرطتم في إطعام الخمائر بالسكر الذي تحبه، ستتكاثر الخمائر وستستغل الفرصة لتستعمر مناطق أخرى من الجسم.
إذا شككتم أنكم مصابون بالفطريات، من المهم جداً أن تتصرفوا بسرعة.
من الممكن فعلاً أن تحصلوا على نتائج جيدة، لكن هذا قد يأخذ بعض الوقت!
لا يكفي أن تعالجوا الفطريات الخارجية. يجب أيضاً أن تمنعوا الخمائر السيئة من أن تصبح هي الأغلبية في الأمعاء والمسالك البولية والتناسلية.
نسجل هنا أن بعض الأطباء يزعمون أنهم يتحرون وجود الفطريات الضارة في أمعائكم عن طريق تحليل البراز. قد يبدو هذا منطقياً لكنه لا ينجح فعلياً. هناك فطريات مختبئة تنمو في بداية المعي الدقيق ولا يكشف عنها فحص البراز، لأن درجة حموضة الأمعاء pH تشجع على تكاثر الفطريات في البداية، بقرب المعدة، لكنها تصبح قلوية اكثر فأكثر، وهذا ما يجعل آثار الفطريات تختفي عند البراز مع أنها تكون متكاثرة في القسم الأعلى من الأمعاء.
وحده تحليل متخصص جداً للدم أو البول يسمح بتحري وجود فطريات مختبئة.
ثلاث خطوات فورية عليكم أخذها بعين الاعتبار لإعادة التوازن إلى جهازكم الهضمي ومنع الفطريات السيئة من التكاثر :
الخطوة الأولى هي اعتماد نظام غذائي خالٍ من السكريات على أنواعها ومن الخمائر (الخبز، البيرة، الخ. )، لكنه غني بالثوم، البصل، الكراث وكل أنواع الملفوف (الكرنب) وبزيت الزيتون. استهلكوا بودرة جوز الهند الغنية بحمض الكابريليك واشربوا زهورات إكليل الجبل، الشمار والجنطيانا. تفادوا الجبنة المعفنة.
الخطوة الثانية ترتكز على تغذية القناة الهضمية بالبكتيريا المفيدة (البروبيوتك) المانعة لتكاثر الفطريات المؤذية. وهنا يأتي دور الكبسولات أو البودرة من نوع Lactobacillus و Propionibacterium التي تجدونها في الصيدليات. نسجل هنا أنه ليكون هذا البروبيوتك فعالاً يجب أن تذوبوا البودرة في كوب من الماء الفاتر (30 إلى 35°) وتتناولوها صباحاً قبل الأكل بحوالى ربع ساعة حتى يستطيع هذا البروبيوتك أن يمر عبر معدتكم بسرعة ويصل إلى الأمعاء، بما يعني أنه عندما تكون البوابة بين المعدة والأمعاء مفتوحة. المشكلة ان البروبيوتك أو البكتيريا المفيدة يُخشى أن تتلف في المعدة إذا بقيت فيها وقتاً مع الأطعمة خلال الهضم، لأنها لن تتحمل الحموضة العالية جداً للعصارة المعدية.
الخطوة الثالثة هي أن تستهلكوا قبل الوجبات ظهراً ومساءً (وليس أبداً مع البروبيوتيك)، مستخلصات نباتية وزيوت عطرية لديها القدرة على كبح الفطريات الضارة. يمكننا أن نعدد من بينها مستخلصات البروبوليس، الثوم، الصعتر، الصنوبر، أوراق الزيتون، القرفة، كبش القرنفل، شجرة الشاي، بذور الكريب فروت (الليمون الهندي)، الخ. ). يجب أن تستعمل هذه المستخلصات بحذر لأنها منتجات فعالة قد تؤدي على المدى الطويل إلى تهيج الأغشية المخاطية.