كل الناس تتنهد بعد جهد بدني أو عقلي مكثف، للتخفيف عن نفسها أو بكل بساطة للتفريج عن حالة عاطفية معينة (توتر نفسي، غضب، فرح…). استناداً إلى دراسة علمية، فإن التنهد هو عبارة عن آلية حيوية مهمة للرئتين، لنر لماذا.
التنهد مهم لصحة الرئتين
في أغلب الحالات، يرتبط التنهد بحالة عاطفية خاصة إيجابية أو سلبية مثل الانزعاج، خيبة الأمل، الارتياح، الخ. في دراسة قامت بها جامعتا أوكلا وستانفورد، ونشرتها مجلة Nature العلمية، تبين أن التنهيدة مهمة للحفاظ على الرئتين بصحة جيدة.
التنهيدة هي شهيق ثانٍ غير إرادي، يحدث في اللحظة التي يجب ان نزفر فيها الهواء من رئتينا. هذا الشهيق الثاني العميق يحدث بطريقة آلية كل 5 دقائق، أو 12 مرة بالساعة. التنهيدة هي آلية طبيعية تؤدي إلى نوع من “التفريغ” للحويصلات الرئوية.
في الرئتين، هناك مئات الملايين من الحويصلات التي تساعد على تجديد الهواء. يحتوي غشاء هذه الحويصلات على الهواء وعلى بخار الماء. هذه الحويصلات، على شكل فقاقيع، تميل إلى الضمور مما يؤذي التبادلات الخلوية التي تحدث على مستوى الحويصلات، لهذا تحصل آلية التنهد بشكل لاواعٍ.
التنهيدة، أصلها في الدماغ
تنطلق التنهيدة أساساً من الدماغ. يقول الباحثون في الجامعتين إن هناك رابطاً بين الجذع الدماغي والتنفس، فالدماغ يتحكم بكل العمليات التنفسية : شهيق، زفير، تثاؤب، سعال، تنهد.
حدد العلماء الببتيدات، وهي نواقل عصبية، على أنها هي الأصل في التنهدات. هذه الأبحاث ستسمح بالبحث عن آفاق جديدة لعلاج المرضى المصابين بمشاكل تنفسية مثل عدم القدرة على التنفس بعمق، التي قد تؤدي إلى تراجع معدل الحياة.
يمكن أن يساعد التأمل الأشخاص الذين يجدون صعوبة في التنفس بالشكل الصحيح (عن طريق البطن).