الذبحة القلبية :
يعتبر المغنيزيوم ثاني أهم معدن لصحة الإنسان فله ما يزيد عن ثلاثمئة دور فالخلية لا تقوم بأي عمل من دونه.
فهل تساءلت يوما إن كنت تعاني ككثيرين غيرك من النقص بالماغنيزيوم؟ وماذا لو كنت تعاني من النقص فيه؟ وما هي المشاكل الصحية التي قد تتعرض لها؟ وهل يمكن يا ترى أن يكون هناك ارتباط ما بين مرضك وما بين النقص بالماغنيزيوم؟
كانت ماريا، وهي سيدة متقدمة في السن، تعاني من الخناق الصدري. وبالرغم من أن علامات التصلب كانت بادية على شرايينها التاجية إلا أن ذلك لم يكن ليفسر حالات الخناق التي كانت تصاب بها، والتي لم تكن تشبه الحالات التقليدية التي تظهر عند الإجهاد أو بعد تناول وجبات غنية بالدهون. نصحها أطباؤها بإجراء عملية زرع شريان جانبي، يؤمن مرور الدم خارج الشرايين المسدودة.
وبينما كان الأطباء يقومون بإجراء العملية رأوا شيئاَ غريباً وخطيراً. كان أحد شرايينها التاجية في حالة انقباض شديد، كان الشريان صلباً وقاسياً. لقد شاهدوا انقباض شريان تاجي، ومن المعروف اليوم أن هذا يحدث عند الإصابة بالنقص الحاد لمادة المغنيزيوم. هذا يفسر وفاة بعض الأشخاص متأثرين بذبحات قلبية الذين يظهر التشريح في ما بعد أن شرايينهم التاجية ليست في حال انسداد تام.
تفسر هذه القصة العلاقة بين نقص المغنيزيوم وارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين. في الواقع يميل مستوى المغنيزيوم إلى الانخفاض ومستوى الكالسيوم إلى الارتفاع بنسبة 30% لدى الأشخاص المصابين بالذبحات القلبية مقارنة مع المستويات الطبيعية. كما أن خطر أمراض القلب يرتفع في أنحاء العالم حيث يفتقر الطعام للمغنيزيوم أو تكون نسبة هذا المعدن منخفضة في مياه الشرب. كما أن نسبة أمراض القلب منخفضة في المناطق التي تكون مياهها غنية بالكالسيوم والمغنيزيوم.
إن الأنظمة الغذائية الحديثة تفتقر للمغنيزيوم. فهذا المعدن متوفر في الخضار والمكسرات والبذور والأطعمة الكاملة، وتفتقر إليه الأطعمة المصنعة واللحم والحليب ومشتقاته. إن الغذاء العادي يؤمن حوالى 200 ملغ من المغنيزيوم يومياً (بينما يبلغ الحد الأدنى المطلوب 300ملغ، وتبلغ الكمية المثلى المطلوبة يومياً 500 ملغ). لعل تناقص مستويات المغنيزيوم لدينا، وهو معدن يشارك في أكثر من 300 عملية كيميائية في الجسم، هو واحد من أسباب ما نشاهده من انتشار أمراض القلب والشرايين انتشار الوباء.