في سنة 1974، خصص المعهد الوطني للصحة، في الولايات المتحدة، ميزانية من أجل بحث قامت به Medical College of Virginia، كان هدفه إثبات أن الحشيشة تعرقل وظيفة جهاز المناعة وتدمر خلايا الدماغ. كان الغرض هو الحصول على إثباتات طبية تبرر لوكالة مكافحة المخدرات أن تزجّ مدخني الحشيشة في السجون.
لسوء الحظ، عندما أجرى هؤلاء الباحثون دراساتهم على الجرذان، وجدوا نتائج مهمة جداً. لقد اكتشفوا أن الحشيشة كانت تدمّر الخلايا السرطانية مع الحفاظ في نفس الوقت على الخلايا السليمة.
دراسة بقيت سرية :
بما أن نتائج الدراسة لم تعجب المشرفين عليها، فلم يجرِ نشرها أبداً. وتم إلغاء التمويل بناءً على طلب وكالة مكافحة المخدرات وأتلفت مستندات البحث.
لكن الحرب على الحشيشة لم تتوقف عند هذا الحد. في سنة 1976، وضع الرئيس الأميركي جيرالد فورد حداً لكل الأبحاث عن الحشيشة، باستثناء محاولات شركات الادوية العملاقة تصنيع مادة THC، وهي المادة الفعالة في الحشيشة. كما أنه، في سنة 1983، حثت إدارة الرئيس ريغان مراكز الأبحاث الجامعية التي لديها نسخ عن هذا البحث أن تتلفها.
طلبت كلية الطب في فرجينيا الدعم من أجل تحقيق معمق أكثر حول قدرات الشفاء بالحشيشة في سنتي 1996 و2006، ولكن الطلبين رفضا.
وتجاهلت وسائل الإعلام البحث الذي جرى سنة 1974، باستثناء تنويه مختصر في القسم المحلي من صحيفة واشنطن بوست :
يعلّق الباحث الرئيسي في مدريد، د. مانويل جوزمان :”انا من العارفين بوجود هذا البحث. ولكنني حاولت مراراً الحصول على المقالة التي تذكر التحقيق الأساسي الذي أجراه هؤلاء الأشخاص، وكان هذا مستحيلاً”.
وحتى البحث الثوري في مدريد على الجرذان، تجاهلته عملياً كل وسائل الإعلام الكبرى :
ليس فقط هذه الدراسة أثبتت فعاليتها في الحدّ من الأورام السرطانية الدماغية عند الجرذان، لكنها أيضاً اختبرت تأثير ال THC على الجرذان السليمة لترى إذا كان هناك أي تأثيرات مؤذية. ولكنهم لم يجدوا أي تأثير سلبي مؤذٍ على خلايا الدماغ الطبيعية.
بكل وضوح، يبدو أن الحشيشة فعالة وآمنة في نفس الوقت. إنها تسرّع موت الخلايا السرطانية المبرمج، واستبدالها بخلايا جديدة طبيعية.
كما أن مادة ال cannabinoids الموجودة في الحشيشة، تكبح أيضاً مادة ال angiogenesis وهي مادة تفرزها الاورام من أجل نمو الأوعية الدموية وتؤمن لها الغلوكوز الذي يغذيها.