اليابانيون :
تمضين وقتك في العمل، تصلين إلى منزلك متعبة، وتجدين أن المنزل كله بحاجة للتنظيف. وكما لو أن هذا لا يكفي، عليك أن تذهبي إلى السوبرماركت لتشتري ما نسيت أن تشتريه آخر مرة. تأخذين ولدك معك لأنك لا تستطيعين أن تتركيه وحده في المنزل. ولكن في وسط المخزن، ولسبب مجهول، يبدأ ولدك في الصراخ. كيف تتصرفين مع كل هذا ؟
قد يكون لنا رأينا الخاص ووجهة نظرنا حول طريقة حل مشاكل غيرنا من الناس، ولكن الأمور تتعقد عندما نحاول أن نحل مشاكلنا الخاصة.
لكن اليابانيون لديهم بعض التقاليد التي يتعلمونها منذ حداثة سنهم. نحن نعرف كلنا أن اليابانيين مشهورون بقدرتهم الكبيرة في العمل وباحترامهم للآخرين منذ طفولتهم، ونلاحظ أنهم لطفاء جداً في التعامل مع الناس في كافة مراحل حياتهم.
ما هو سرهم ؟
القيم العائلية
في اليابان، يعتبرون الأشخاص المسنين حكماء ويحترمونهم. وليس فقط أفراد العائلة الأكبر سناً، ولكن كل الكبار الآخرين أيضاً. بالنسبة لهؤلاء الأشخاص، من الواجب أن يكون هناك رابط مودة بين الأصغر سناً والاكبر في العائلة.
ينظر المسنون إلى الصغار على أنهم يجب أن يرشدوهم إلى الطريق القويم، وهذا ما يعطيهم تسامحاً أكبر. يأخذ الكبار في السن دور المستشار، وليس الحكم، وهذا الدور يسهل بشكل كبير خلق رابط قوي.
في العائلة اليابانية، كل فرد له دوره الخاص. الأهل لديهم مسؤولية تجاه أولادهم، والعلاقات العائلية لا ترتكز على المصالح المتبادلة.
الحساسية
لا نرى في العائلات اليابانية الصراخ ولا تبادل الاتهامات. تُعتبر تربية الولد ممارسة عاطفية باحترام وحساسية.
بكل تأكيد. هذا لا يعني أنهم لا يعاقبون أولادهم عندما يفعلون شيئاً خاطئاً؛ الفرق هو في الطريقة التي يعاقبونهم فيها. تصرف بسيط أو نظرة تكفيان للتعبير عن استياء الأهل، ثم يتكلمون من بعدها مع أولادهم عن ما فعلوه من سوء حتى لا يكرروا هذا الفعل.
الوقت الثمين
بالنسبة لليابانيين، الوقت الذي يمضونه مع أولادهم مهم جداً. خلق الروابط مع الأولاد شيء أساسي. في اليابان، من غير المألوف أن تأخذ الأم أولادها إلى الحضانة قبل عمر 3 سنوات. التواصل الجسدي بين الأم وأولادها قوي جداً، والأم موجودة في كل نواحي حياة أولادها.
الأهل والأجداد يجتمعون غالباً لكي يتكلموا. الأكل في العائلة، رواية الحكايات، قضاء الوقت معاً… صحبة أفراد العائلة الآخرين مهمة جداً في هذا البلد.
على ما يبدو، هذه بعض الأسباب التي تجعل أولاد اليابانيين يتصرفون بشكل أفضل من أولادنا. ومع هذا، من الصعب أن نقول إذا كانت هذه هي الأسباب الوحيدة؛ نحن نعرف أيضاً أن هناك عامل ثقافي مهم خلف مشاكل التربية، لكن ربما تساعدنا هذه الأسباب في العثور على أفكار تجعل حياتنا اليومية أفضل، أليس كذلك ؟