العلاقة التعيسة يمكن أن تكون مصدراً للكثير من الضغط النفسي الذي يؤدي إلى مشاعر سلبية عديدة. وهي قد تؤدي حتى إلى حالة من الكآبة. مع هذا، بالنسبة للكثير من الأزواج، الطلاق ليس حلاً ممكناً، وهم يجهدون أنفسهم في المحافظة على علاقة كان بجب أن تنتهي منذ وقت طويل. هناك أسباب عديدة تدفع الناس للاستمرار في علاقة مؤذية وتمنعهم من مواجهة الحقيقة وجهاً لوجه.
في هذه المقالة، نكتشف معكم لماذا بعض الأزواج لا يسارعون للطلاق حتى لو اختفى الحب منذ زمن طويل، وكيف يجب أن نتخذ القرار الصحيح عندما نكون على وشك الطلاق.
1. تدني احترام الذات
وعدم الثقة بالنفس يجعلان الناس يعيشون علاقات مؤذية. يؤكد علماء النفس أن الشخص الذي لا يعي قدراته، مستعد لتقبل سوء المعاملة على مستوى لاوعيه. والسبب هو أنه في أعماقه، يعتبر نفسه غير جدير بتلقي الحب.
إلى هؤلاء الأشخاص العالقين في علاقة سامة بسبب انتقادهم المستمر لذاتهم :
- طوّروا أنفسكم. شاركوا في هواية جديدة، في دروس طبخ أو في رحلات. الشخص الأول الذي يجب أن يعتني بكم هو أنتم أنفسكم !
- سامحوا أنفسكم وتوقفوا عن لومها على أخطاء الماضي : فكروا بالمستقبل !
- تكلموا عن أنفسكم بطريقة إيجابية. لا لعبارات مثل “أنا أخرق”، “أنا فاشل”، “أنا نكرة”. أنتم فريدون من نوعكم وتستحقون الأفضل.
- الآن، يمكنكم أن تنظروا إلى الحياة بعيني شخص واثق من نفسه حقاً، وتقيّموا لأي درجة أنتم بحاجة لشريك. ربما أنتم متعلقون جداً لأنكم لا تفكرون بأنكم تستحقون الأفضل.
2. العمر
تصر التقاليد في مجتمعاتنا على جعلنا نعتقد أنه، بعد عمر ال 40، تنتهي الحياة العاطفية ومن المستحيل أن نجد الحب من جديد. لهذا يتعلق الكثير من الأزواج ببعضهم البعض بسبب هذا الخوف من أن يجدوا أنفسهم وحيدين. ولكن علماء الاجتماع يؤكدون على ما يلي :”يمكننا أن نغير موقعنا الاجتماعي في أي عمر”.
حوالى نصف النساء اللواتي طلقن بعد أن تجاوزن سن الأربعين، صرحن أنهن أكثر سعادة مما كن من قبل.
أسست المحامية شارلوت فريدمان مجموعة خاصة لدعم الأشخاص الذين يتعرضون لضغط نفسي كبير بعد الطلاق. وهي تدعم فكرة الطلاق “الناضج” التي تقدّم عدة مزايا لا يمكن نكرانها :
هناك احتمال قوي أن يكون الأولاد قد أصبحوا بالغين. يمكنكم إذن فعل ما تريدون : السفر والاستفادة من وقتكم بقدر ما ترغبون.
أنتم مستقلون ويمكنكم أن تختاروا أخيراً الشخص الذي سيجعلكم سعداء. أو حتى لا تختاروا أحداً، إنها حياتكم وأنتم من يقرر ماذا سيفعل بها.
3. المال
أحياناً، يصبح الزواج التعيس فخاً بالنسبة للأزواج بسبب المال. أجرى مكتب المحاماة البريطاني Slater & Gordon دراسة لاحظ خلالها أن السبب الرئيسي الذي يدفع الناس للبقاء معاً، رغم غياب الحب والتفاهم المتبادل، هو الخوف. بما فيه الخوف من نقص المال. من بين الأزواج ال2000 الذين سئلوا، صرّح %20 أنهم لن يخططوا للطلاق ما لم يشعروا بالأمان المالي بشكل كامل.
ينصح علماء النفس طرفي العلاقة الزوجية بالاستقلال المالي. هذا يمنع عدم المساواة والنزاعات المرتبطة بالإنفاق. يجب أن تتوقفوا عن التضحية بتطوركم الشخصي والمهني من أجل العائلة. إذا كنتم مستقلين مالياً، لديكم دائماً الإمكانية كي تتركوا الشخص الذي لم تعودوا تحبونه بدون انتظار اللحظة الملائمة.
4. ضغط المجتمع
ينصح علماء النفس طرفي العلاقة الزوجية بالاستقلال المالي. هذا يمنع عدم المساواة والنزاعات المرتبطة بالإنفاق. يجب أن تتوقفوا عن التضحية بتطوركم الشخصي والمهني من أجل العائلة. إذا كنتم مستقلين مالياً، لديكم دائماً الإمكانية كي تتركوا الشخص الذي لم تعودوا تحبونه بدون انتظار اللحظة الملائمة. ضغط المجتمع
هناك أيضاً أسباب خارجية تدفع الزوجين للمحافظة على علاقة تعيسة : ضغط المجتمع أو الأجيال الأكبر سناً في العائلة. يقلق الزوجان التعيسان لما يقوله أفراد العائلة والأقارب وزملاء العمل.
قرار الطلاق يجب أن يكون مدروساً من طرفين عاقلين. شاركتنا الممثلة غوينيث بالترو، خلال طلاقها، تجربتها في “الانفصال الواعي”. إنها حالة الزوجين قبل الانفصال النهائي عندما يقرران كيف سيعيشان بعد الطلاق، ثم ينفصلان بشكل حضاري وبكامل الوعي لتصرفاتهما. لا يطرح عندها محيطهما الأسئلة والشكوك، بما أنه يتعلق بفعل متعمد قام به شخصان بالغان بكامل وعيهما للأسباب والنتائج.
تابعوا معنا المقالة التالية : 8 أسباب تمنع الزوجين من إنهاء علاقتهما حتى عندما ينتهي الحب…( الجزء الثاني )
كلمونا عن موقفكم من الأشخاص الذين يصرّون على العيش في كنف زواج تعيس : أتظنون أن المحافظة على العلاقة الزوجية، رغم كل شيء، تستحق العناء ؟ أو أن من الأفضل أن تتخلوا عن كل شيء من أجل حب جديد ؟ اعطونا رأيكم في التعليقات !