عندما ينتهي الحب:
العلاقة التعيسة يمكن أن تكون مصدراً للكثير من الضغط النفسي الذي يؤدي إلى مشاعر سلبية عديدة. وهي قد تؤدي حتى إلى حالة من الكآبة. مع هذا، بالنسبة للكثير من الأزواج، الطلاق ليس حلاً ممكناً، وهم يجهدون أنفسهم في المحافظة على علاقة كان بجب أن تنتهي منذ وقت طويل. هناك أسباب عديدة تدفع الناس للاستمرار في علاقة مؤذية وتمنعهم من مواجهة الحقيقة وجهاً لوجه.
في هذه المقالة، نكتشف معكم 4 أسباب أخرى تجعل بعض الأزواج لا يسارعون للطلاق حتى لو اختفى الحب منذ زمن طويل، وكيف يجب أن نتخذ القرار الصحيح عندما نكون على وشك الطلاق.
.5 “إنه ليس مثالياً، لكنه لي !”
“على الأقل، لست وحدي” : إنها حجة الناس الذين لا يتجرأون على وضع حدّ لعلاقة مؤذية. ببساطة، لأن الطرفان لا يستطيعان توقع المستقبل وهما مقتنعان أن “عصفور باليد خير من عشرة على الشجرة”.
الشعور بالفراغ إذا لم يكن هناك توقعات أخرى، مرتبطاً بأمان العلاقة العائلية، حتى لو كانت مختلة، يؤدي إلى عواقب حزينة : هذان الزوجان يعيشان كما لو أنهما مجرد قريبين تحت نفس السقف.
الحل هو بالعمل بشكل ثابت على النفس وبمحاولة رفع مستوى تقدير الذات. اختاروا بطريقة واعية شريك الحياة الذي يناسبكم، بدل أن تتحملوا شخصاً يؤذيكم عقلياً وجسدياً.
6. الأولاد
الأولاد هم أحد الأسباب الرئيسية الني تجعل الأهل يترددون في الطلاق. وهذا مفهوم طبعاً : كل الناس يعرفون العواقب السلبية للطلاق على الأولاد : طغيان الشعور بالذنب، القلق وعدم الأمان. مع هذا، يؤكد علماء النفس على مقاربة مختلفة لهذه المشكلة.
إذا ترعرع الأولاد مع أهل تعساء، فإنهم يواجهون يومياً قدراً معيناً من الضغط النفسي، ويتحملون ثقل العلاقة المرضية بين والديهم. التصرفات السامة للكبار لا تشجع ازدهار الأولاد. كما أن الأولاد يلومون أنفسهم غالباً على المشاكل الطاغية في جو العائلة. وبالنتيجة، إذا أخلى الحب مكانه للإهمال وحتى للكراهية، فإن أفضل حل هو الانفصال الواعي والناضج. قبل اتخاذ هكذا قرار، ننصح باستشارة طبيب متخصص في علم النفس العائلي لتخفيف الضغط النفسي عند الأولاد الناتج عن انفصال الأهل.
7. الكليشيهات التي تقول إن ليس هناك أزواج سعداء
بعض الأشخاص يعتقدون خطأ أن ليس هناك شيء اسمه أزواج سعداء. وهذه القناعة تدفعهم إلى أن يبقوا محشورين في زواج تعيس لسنوات عديدة. يعتقد علماء النفس أن هذه الأفكار النمطية تظهر منذ الطفولة : لا يتوفر لكل الناس مثال العائلة التي يحب فيها الأهل بعضهم بكل إخلاص، أو قد يكون الحب الأول انتهى بفشل وخيبة أمل.
غالباً ما يعتاد الزوجان العيش ببساطة في علاقة سامة، ورغم أنهما واعيين لغياب التوقعات المستقبلية، فليس هناك أي نبة للطلاق. لقد ثبت أن العادة ليست مكوناً إضافياً في الحب مثل الشغف والحميمية. بالنتيجة، قد يستمر الزواج التعبس سنوات طويلة : لهذا ننصح بالعمل مع طبيب نفسي من أجل التخلص من هذه الأفكار المتوارثة والمغلوطة قبل الزواج.
8. توقع أن يتحسن الوضع
الكثير من الأزواج يبقون معاً، ليس لأنهم سعداء الآن، ولكن لأنهم يأملون أن يصبحوا سعداء ذات يوم في المستقبل. قام البروفسور ليفي بايكر وزملاؤه بعدة دراسات لفهم كيفية عمل هذا المعتقد. وتأكد ان الأمل بمستقبل أفضل هو أحد العوامل الرئيسية التي تقود لاستمرار الزواج التعيس.
يذكر المعالج النفسي والمتخصص في العلاقات بين الأشخاص، جاك إيجل، عاملاً آخر يساعد في هذا الاتجاه :”غسل الدماغ الهوليوودي”. فهو يقول إن قصص الحب التي نراها في الأفلام، والتي تنتهي المشاكل فيها بقبلة عاطفية، تدفع الناس للاعتقاد بمصداقية هذا السيناريو في الحياة الواقعية. لكن هذا لا يحدث عملياً أبداً : في الواقع، الناس لا يتغيرون بسحر ساحر، ونادراً ما تحدث “النهايات السعيدة”.
يؤكد علماء النفس أن الناس الذين يتواجدون في هكذا وضع ليس لديهم إلا خيارين :
- عدم الانتظار حتى يتغير الشريك، ولكن تغيير موقفهم تجاه عيوبه وتقبّله بشكل كامل والاسترخاء.
- عدم الانتظار، ومغادرة هذا الجو العائلي الذي يسوده عدم الرضا الدائم. بعد كل شيء، سنوات الانتظار قد تؤدي إلى خيبة أمل أكبر.
- كلمونا عن موقفكم من الأشخاص الذين يصرّون على العيش في كنف زواج تعيس : أتظنون أن المحافظة على العلاقة الزوجية، رغم كل شيء، تستحق العناء ؟ أو أن من الأفضل أن تتخلوا عن كل شيء من أجل حب جديد ؟ اعطونا رأيكم في التعليقات