بين 2 و 3 سنوات، يمر الطفل بتغييرات كبيرة في حياته. إنه يكتسب الاستقلالية ويريد أن يفعل كل شيء وحده. يفهم أنه شخصية مميزة عن أهله ويتعرف على نفسه في المرآة ! هذه الفترة من التغييرات هي مصدر للقلق بالنسبة له. فهو يكون ممزقاً بين الشعور بأنه كبير والرغبة في فعل الأشياء لوحده ومعرفة إلى ماذا يؤدي هذا (لا يعود بحاجة إلى أهله).
في عمر سنتين، يصبح الولد واعياً أنه شخص كامل. يتعرف إلى أبيه وأمه في الصور، ويتعرف أيضاً على نفسه سواءً كان هذا في الصور الحالية أو في صوره وهو أصغر.
يزيد فهمه لنفسه في عمر السنتين. يبدأ بمعرفة اسمه وأسماء المحيطين به. عندما اكتشفت ابنتنا اسماءنا، كانت مسرورة جداً وتتسلى بتردادها.
بين 2 و3 سنوات، يبدأ الولد ايضاً باستخدام كلمة “أنا”. وهو صغير، كان يعتقد أنه امتداد لأمه، لكنه يفهم من الآن فصاعداً أنه شخص كامل بحد ذاته.
pixabay
قد يتأخر استخدام كلمة “أنا” إذا كان الأشخاص الذين من حوله لا يستخدمونها، مثلاً:”ماما تفعل هذا، بابا يعطيك لتأكل”. بما أنه يريد أن يقلدنا، فالصغير عندها لا يعاود استخدام كلمة “أنا”.
أريد أن أفعل كل شيء وحدي
ابنتي تعشق التنظيف وحدها بين عمر 2 و3 سنوات، يكتسب الولد الاستقلالية، يريد أن يفعل أكثر فأكثر الأشياء وحده، مثل أهله. بالرغم من أنه لا ينجح في هذا دائماً. إنه يحب أن ينتعل حذاءه أو يلبس ثيابه وحده لكنه ما زال بحاجة إلى أهله.
لتمنحوه الرغبة في النجاح، اتركوه يفعلها. سيحاول، سيكرر المحاولة وقد ينجح في هذا أو لا ينجح.
ساعدوه فقط إذا طلب المساعدة. عندما تحلّون محله فأنتم تخاطرون بأن تحبطوه وأن تمنعوه من الإحساس بطعم الجهد.
إذا رأيتم أنه انفعل وفقد أعصابه، تستطيعون أن تظهروا التعاطف معه “أرى أنك تحبين أن ترتدي بنطلونك لكن ساقك ما زالت عالقة في الوسط. شيء مزعج أن لا ننجح في فعل ما نريده” واعرضوا عليها المساعدة “هل أنت موافقة على مساعدتي ؟”
يمكنكم أيضاً أن تظهروا له أن لديه الوقت كي يحاول :” كرر الأمر عدد المرات التي تحتاجها، يمكنك أن تتوصل لهذا حتى ولو أخذ هذا وقتاً”.
إنه ينتقل من الضحك إلى البكاء…
في هذا العمر من الطبيعي أن يتقلب مزاج الولد. يمكنه أن يلعب بضع دقائق بلعبة معينة ثم يأخذ أخرى، يكون لطيفاً في لحظة ثم قاسياً في اللحظة التالية، يأكل كل شيء في يوم ما ولا يعود يريد شيئاً في الغد، أو أيضاً يريد أن يفعل كل شيء وحده في الصباح ويتعلق بكم بشكل كامل في المساء.
عندما نصغي إليه، نساعده على تجاوز مرحلة التغييرات الكبيرة هذه بكل ثقة. وعندما يعرف أنه ليس وحيداً لكنكم معه إذا احتاج إلى المساعدة، فهذا يعطيه الرغبة في المحاولة، في أن يخوض تجاربه الخاصة ويكتسب الاستقلالية والثقة بنفسه.
وأنتم ؟
هل تعرفت إلى أنفسكم في هذا المقال الذي عرضناه لكم؟ أعرض عليكم هذين الاقتراحين