تعب، زيادة وزن غير مبررة، بشرة جافة، فقدان شعر : هل هذا بسبب النقص باليود ؟
أعزائنا القراء
نتيجة تركيز السلطات الصحية على التحذير من الملح، فقد عاد إلى الظهور مرض كنا نعتقد أنه اختفى : نقص اليود، المعروف قديماً ب “التقزم”.
ملايين الأشخاص حول العالم لا يحصلون على ما يكفيهم من اليود. بسبب ارتفاع ثمن السمك وثمار البحر، وتراجع استهلاك الملح الغني باليود، فهم يعانون بدون أن يعرفوا، من نقص في هذا المعدن الأساسي.
نفس أعراض قصور الغدة الدرقية
تعب، زيادة وزن غير مبررة، فقدان شعر، بشرة جافة ومتقشرة، شعور بالبرد ؛ كل هذه العوارض قد تشير إلى نقص اليود.
بالفعل، إنها عوارض قصور الغدة الدرقية.
يلعب اليود دوراً مهماً في تصنيع هورمونات الغدة الدرقية. بدون يود، تعمل الغدة الدرقية “دون نتيجة”. فتتضخم، وفي الحالات الحادة، تصل إلى الإصابة بتضخم الغدة الدرقية. في هذه الحالة، تظهر كرة في العنق يمكن أن تتضخم إلى حدّ التشوّه.
نقص اليود يجعل الطاقة تتراجع ولكنه أيضاً يؤدي إلى تراجع الذكاء العقلي. كان الناس المصابين به قديماً تظهر عليهم علامات الحماقة والغباء.
كان هذا المرض منتشراً قديماً في الجبال. بسبب عدم توفر الملح، السمك، الطحالب البحرية وثمار البحر، كان الناس يعانون من نقص اليود.
المشاكل تبدأ من مرحلة الجنين، لأن هورمونات الغدة الدرقية تتحكم بالنمو وتصلّح الخلايا وتساعد على إنتاج الطاقة.
في نهاية القرن التاسع عشر، كان تضخم الغدة الدرقية شائعاً جداً. في سويسرا مثلاً، أظهرت الدراسات أن %20 إلى %100 من الناس كانوا مصابين به.
لم يكتشف الطب أن المرض يمكن محاربته بواسطة الملح المدعم باليود إلا في العشرينات من القرن الماضي. اختفت المشكلة عندها فوراً. لكن اليوم، في المناطق البعيدة عن البحر، عاد انخفاض استهلاك السمك والملح المقوى باليود ليؤدي إلى ظهور المشاكل من جديد.
لكن الوضع أكثر سوءاً بشكل خاص عند النساء الحوامل، فهن لا يحصلن على أكثر من %50 من الحاجة الغذائية الموصى بها.
إذن ما العمل ؟
علامات النقص باليود
العلامات ال 9 التي تشير إلى النقص باليود هي :
- كرة متضخمة في العنق
- زيادة وزن مفاجئة مع أنكم لم تغيروا شيئاً في أسلوب حياتكم؛
- تعب، ضعف، نقص طاقة، وخصوصاً في الصباح؛
- تساقط الشعر؛
- بشرة جافة، تقشّر، تعرق قليل؛
- برودة وخصوصاً في الصباح عند الاستيقاظ؛
- تباطؤ نبضات القلب، ميل للإغماء؛
- مشاكل في التعلم والذاكرة؛
- دورة شهرية غزيرة وغير منتظمة.
مصادر اليود
اليود متوفر بكثرة في ماء البحر. النتيجة هي أن السمك البحري، الطحالب، ثمار البحر وملح البحر غنية جداً باليود، واستهلاكها المنتظم يحميكم من النقص.
بالمقابل، اليود نادر جداً – وحتى غير موجود – في المناطق الأخرى. وهذا يشرح لماذا ثلث الناس في العالم يعانون من نقص اليود، وهم أغلبية الناس الذين يعيشون بعيداً عن البحر.
إذا كنتم لا تأكلون منتجات البحر أبداً، فمن المهم جداً أن تستهلكوا الملح المدعم باليود.
ما هي الكمية التي نحتاجها ؟
الجرعة اليومية الموصى بها هي 100 إلى 150 ميكروغرام في اليوم للمراهقين والبالغين، و100 ميكروغرام للأولاد.
ملعقة صغيرة يومياً (3 غرامات) يجب أن تكفي كي تجعلكم تتجنبون النقص. انتبهوا مع هذا : اليود في الملح لا يمتصه الجسم إلا بنسبة %47.
في حال النقص الملحوظ في فحص الدم (أقل من 10 ميكروغرام/ ديسيلتر من الدم)، عليكم أن تأخذوا مكملاً من ال potassium iodide، أو مكملاً غذائياً أو فيتامينات تحتوي على اليود.
إنه مهم جداً لتوازنكم، وحتى أنكم ملزمين بتأمين ما يحتاجه أولادكم من اليود. فهذه النقطة مذكورة في اتفاقية حقوق الطفل سنة 1989 (منظمة الصحة العالمية).
“كل طفل لديه الحق في الحصول على الجرعة المناسبة من اليود لتأمين نموه الطبيعي. كل أم لديها الحق في جرعة مناسبة من اليود لضمان أن يتمتع طفلها، الذي سيولد، بنمو عقلي طبيعي”.
نعرف طبعاً أن لا أحد تقريباً يتكلم عن هذا الموضوع. ولكن هذا ليس مبرراً لتجاهله.