نعرف ان الجنين في رحم أمه يكون نشيطاً إذا كان مرتاحاً. وتدفع أمه عندها الثمن؛ ألم، ركلات بقدمه، ضغط على المثانة أو على الأعضاء الأخرى…
لكن منذ بدأت الحياة على وجه الأرض، والأمهات الحوامل يبتسمن في وسط تشنجات الألم. الجنين يبعث سلامه، وهذا أمر مؤثر! وحركاته تطمئن الأهل : إنه على قيد الحياة!
ولكن بحسب دراسة حديثة، هذه الحركات لها سبب آخر…
تشير دراسة نشرتها مجلة Development، 12 آذار 2018، إلى أن الجنين يتحرك لهذه الدرجة في الرحم كي ينمي عظامه وغضاريفه لتصبح أقوى.
إذن سيدتي، إذا كان جنينك الصغير يتعامل معك بخشونة، فهذا لأنه يحاول الاستفادة من إقامته داخل رحمك كي يصبح أقوى وأصلب عوداً.
بعد أن أجرى الباحثون اختبارات على كتاكيت وفئران، اكتشفوا “تفاعلات جزيئية مهمة تنشطها الحركة وتعطي توجيهات للخلايا والأنسجة من أجل بناء هيكل عظمي قوي ولكنه مرن” حسبما أعلن بيان صحافي صادر عن Trinity College في دبلن.
وإذا كان الجنين لا يتحرك ؟
اذا تحرك الجنين كثيراً، فإن هيكله العظمي يصبح أقوى. بعكس الجنين الذي لا يتحرك، فإن هناك خطر أن تصبح عظامه أضعف ومفاصله غير طبيعية.
تشرح بولا مورفي، أحد الباحثين المشاركين في الدراسة :”تبرهن اكتشافاتنا أنه في حالة غياب حركات الجنين، تتلقى الخلايا، التي يجب أن تشكل غضروف المفاصل، إشارات جزيئية غير مضبوطة. باختصار، الخلايا تتلقى إشارة تقول “اصنعي عظاماً” بدل الإشارة المحددة التي يجب أن تكون “اصنعي غضروفاً”.
بالمقابل، يجب أن لا تصابوا بالذعر عند هدوء الجنين. من الممكن ألا نستطيع اكتشاف حركات الجنين قبل الشهر الثامن من الحمل.
يبدأ الجنين في التحرك منذ الاسبوع السابع، لكن الأم لا تشعر بهذه الحركة. هذا عادي، فما زال صغيراً جداً، وهذا ما يعطيه مساحة أكبر في الرحم.
أغلب النساء الحوامل يشعرن بالحركات الأولى للجنين بين الأسبوع 18 والأسبوع 22 من الحمل، ولكن أحياناً في الأسبوع 24 فقط.
خلال الفصل الأخير من الحمل، يمكن أن يطلب منك الطبيب أن تراقبي حركات الجنين. استناداً إلى موقع المعلومات الطبية HealthLink B.C، فإن ست حركات (مثلاً : رفس بالقدم، تدحرج أو اضطراب) في خلال ساعتين أو أقل تعتبر شيئاً عادياً. النشاط الأقل من هذا قد يشير فقط إلى أن الرضيع قد نام!