ما هي أسباب المخاوف التي تولد في فكر أولادنا من الولادة إلى المراهقة ؟
المراهقون ليسوا الوحيدين الذين يحاربون الخوف والقلق، الأولاد يفعلون هذا أيضاً. يقول المعالجون النفسيون إن مخاوف الأولاد تختلف حسب العمر أو مرحلة النمو.
“لماذا يقلق الأولاد ؟”
لا يولد الأولاد كلهم بنفس الطبع كما يعرف كل الآباء والأمهات. يُولد بعض الأطفال مسترخين، والبعض الآخر قلقين، البعض يبكون غالباً، بينما أولاد آخرون يكونون دائماً هادئين جداً، وهكذا دواليك.
القلق ليس مشكلة حقيقية إلا إذا أثر على النمو العقلي أو العاطفي أو الاجتماعي للولد (قد يكون من الصعب اكتشاف هذا السلوك، لذلك إذا لاحظتم دلائل خفية، اطلبوا رأي الطبيب النفسي أو الطبيب).
يشعر الأولاد بالقلق بسبب الوتيرة التي ينمو بها دماغهم. خلال هذه المرحلة، يحاول الولد أن يستوعب أكبر كمية من المحفزات الخارجية من العالم الذي يحيط به، وهذا يعني من الأشخاص والأمكنة والأشياء.
ولتعقيد الأشياء أكثر قليلاً، يبدو أن القدرة على مواجهة القلق والخوف لا تتطور إلا بعد المراهقة. لهذا السبب، يمكن أن يصاب الولد، وحتى المراهق، بنوبة لأنه يشعر بالإحباط من عدم فهمه من قبل محيطه.
باختصار، الخوف من المجهول جزء طبيعي جداً من النمو. إنه مبرمج في جزء بدائي من الدماغ، يسمى اللوزة الدماغية (Amygdala). ينمو الدماغ أيضاً من عمر 0 إلى 6 سنوات بأسرع من أي لحظة في الحياة، وهذا ما قد يضاعف القلق.
“من ماذا يقلق الأولاد ؟”
لا يبدأ الولد بالتعبير عن أفكاره ومشاعره إلا نحو عمر ثلاث سنوات. عموماً، لن يكون قادراً على التعبير عنها مع بعض التجرد إلا نحو عمر 8 سنوات. إذن من الطبيعي أن تتملكنا الفضولية كي نعرف ما الذي يجعل ولدنا قلقاً أو خائفاً! (جربوا فقط أن لا تقلقوا كثيراً، مع أن هذا صعب فعلاً).
ملاحظة مهمة : إذا كنتم تعتقدون أن قلق ولدكم يمكن أن يتداخل مع نموه العقلي أو العاطفي أو الاجتماعي، اطلبوا رأي طبيب نفسي للأولاد.
قائمة المخاوف وأسبابها
مرحلة الرضاعة (0-2 سنة)
الانفصال عن الأهل
هذا هو السبب : حتى عمر 8 إلى 10 شهور، يعتقد الأطفال الرضع أن من يذهب بشكل مؤقت يختفي إلى الأبد. مثلاً، عندما تخرجون من الغرفة، يظن ولدكم أنكم رحلتم إلى الأبد ولن تعودوا. وبعدها، يعي فكرة أنكم في مكان ما ويبدأ بالشعور بخوف الانفصال.
الضجة القوية
هذا هو السبب : دماغ الطفل حساس جداً تجاه التدفق الزائد للمعلومات. والضجة القوية تضع دماغه الحساس في حالة إنذار.
عدم القدرة على التحكم بما حوله
هذا هو السبب : عندما يبدأ صغيركم خطواته الأولى، ينتابه شعور رائع بالاستقلالية ! يشعر بحاجة متنامية للتحكم بمحيطه ومراقبته. كل ما يبدو له خارج نطاق مراقبته (مثلاً صوت زمور أو رعد) قد يبدو له مخيفاً.
مرحلة الحضانة (3-5 سنوات)
الخوف من الظلام / من الوحدة في الليل
هذا هو السبب : الأولاد في عمر ما قبل المدرسة لديهم صعوبة في فهم الفرق ما بين الخيال والواقع (هل شاهدتم كل بذلات باتمان وسوبرمان). مهما كان السبب، إذا ربط الولد الظلام بشيء ما مخيف، فقد يأتي إلى غرفتكم في الليل.
الأشخاص الذين يرتدون بذلات (بابا نويل، الخ.)
هذا هو السبب : إذا كان هناك موضوع مشترك خلال نمو الولد، فهو هذا : الأولاد لا يرتاحون مع المجهول. ولن يبهرهم مظهر رجل يلبس بدلة حمراء ولحية بيضاء كثيفة وقبعة حمراء شكلها غريب. في الواقع، قد لا يحبون هذا أبداً.
النمو السريع من عمر 6 – 11 سنة
الخوف من الغرباء، من الظلام، من أن يكون وحيداً وأشياء أخرى خارجة عن سيطرته، تثير قلق ولدكم حتى عمر 6 أو 7 سنوات. ثم يبدأ الأولاد بالخوف من هذه الأشياء حتى عمر 11 أو 12 سنة.
الخوف من الوحدة في المنزل
هذا هو السبب : مع أنهم أصبحوا أكثر سناً بكثير، فالأولاد يختبرون دائماً قدرتهم على مواجهة عالم غير آمن بدون أمهم أو أبيهم.
الخوف من الرفض
هذا هو السبب : يبدأ الأولاد بفهم أن العالم الذي يحيط بنا واسع ويقلقون لهذا. المعرفة التي نمتلكها بالغريزة، أننا حيوانات اجتماعية، متجذرة بعمق في لاوعينا. كما أن رفض المولود بسبب جنسه يعيق عملية نموه.
الخوف من أن يحدث شيء سيء لمن يحبهم
هذا هو السبب : يبدأ الأولاد بفهم، ولو بشكل محدود، أن الموت شيء لا يمكن تجنبه. وهكذا، قد يبدأون في التفكير أن شيء خطير قد يحدث لشخص ما أو لشيء ما يحبونه (حيوان أليف مثلاً).
مرحلة المراهقة (12 سنة وأكثر)
الخوف من شكلهم
هذا هو السبب : عندما ندخل في مرحلة المراهقة، نبدأ بطرح الأسئلة على أنفسنا “من أكون، وماذا أفعل هنا؟”. في هذا العمر، يبدأ الأولاد بإدراك أهمية التواصل الاجتماعي بعمق.
الخوف من علاماتهم المدرسية أو أدائهم
هذا هو السبب : يبدأ الأولاد بفهم عواقب الفشل، وهذا يمكن أن يولّد القليل من الخوف. الأولاد الذين يركزون على النجاح يكونون قاسين على أنفسهم بشكل خاص عندما ينالون علامة سيئة في امتحان أو بعد أداء سيء على أرض الملعب.
الخوف من الانفتاح عليكم
هذا هو السبب : كما هو مذكور فوق، يفهم المراهقون، على الأقل، ولو بحدود معينة، أهمية الحصول على بعض الاستقلالية. اجمعوا هذا الفهم مع واقع أن المراهق عديم الصبر بشكل مفرط، وستفهمون لماذا ولدكم في حالة صراع دائم مع نفسه.
بكل تأكيد، أفضل شيء نستطيع فعله كأهل هو طمأنته بهدوء