Site icon التربية الذكية

ماذا يحدث عندما نفصل الصبيان عن البنات في المدارس ؟

flickr

في الحضانة، يفضل الصبيان والبنات ألعاباً مختلفة ويفكرون بشكل مختلف. ينطبق هذا أيضاً على المدرسة الابتدائية، فاهتمامات الجنسين متعارضة غالباً. قرر المعلمون في مدرسة في إحدى مناطق روسيا، أن يقوموا بتجربة استثنائية.

نعرض عليكم اليوم من موقع التربية الذكية تفاصيل أكثر عن هذه التجربة، وكذلك عن النتائج التي حصلوا عليها.

هذه المدرسة نشرت النتائج الأولية لهذه التجربة التي بدأت سنة 2014. الأساتذة الذين علّموا في هذه الصفوف مقتنعون الآن بفوائد هذا النظام التربوي على الأولاد.

يرتاد الأولاد أغلب الفصول الدراسية بشكلٍ منفصل، لكنهم يمضون عدة فترات معاً : خلال الاستراحات، في الفرصة، في التربية الرياضية، الوجبات، الرحلات والنشاطات اللامدرسية. في نهاية المرحلة الابتدائية، من المتوقع أن يتم توحيدهم في صف واحد، حتى يكون التواصل بينهم مباشراً وليس فقط عن طريق شبكات التواصل الاجتماعي. عمر ال 12 سنة هو بالفعل العمر الذي يصبح للأصدقاء فيه أهمية كبيرة، لكنه أيضاً العمر الذي يبدأ فيه الولد بتحديد خياراته الخاصة، وهو أيضاً اللحظة التي يصبح فيها تطور الشخصية في المجتمع ذو أهمية كبيرة.

في العديد من المدارس التي تفصل الأولاد بحسب جنسهم، تفضل صفوف الصبيان الرياضة أكثر، ويكون عدد الأساتذة الذكور أكثر، وخصوصاً في التربية الرياضية، حتى يتبع الأولاد مثال أستاذ من جنسهم. لكن من الصعب العثور على أساتذة رجال للمواد الأخرى : في المدارس الروسية، تسيطر النساء عموماً على حقل التعليم.

الفتيات يفضلن بدورهن مواد مثل الرقص والخياطة.

البنات والصبيان يفقدون القدرة على التركيز بسهولة أكبر عندما يكونون معاً

علماء النفس يعرفون جيداً جداً أنه إذا كان هناك في الصف طلاب من الجنسين، فأي ولد من الأولاد، حتى من غير وعي، سيحاول أن بعطي انطباعاً جيداً لللجنس المقابل، وبالخلاصة سيصبح أكثر تشتتاً بسهولة، وسيشرد أو يفتقر للتركيز.

في الصفوف المختلطة، يتعلم الصبيان بشكل أبطأ من البنات

يعرف الأهل والعلماء أنه في عمر مبكر جداً، يكون الصبيان أقل نجاحاً من رفيقاتهم البنات خلال سنتين أو ثلاث سنوات، لأن القسم الأيسر من دماغهم ينمو ببطء أكثر. بالنتيجة، النظام التربوي في المدارس العادية مناسب للبنات أكثر. أمر مزعج ومذل للصبيان أن يطلبهم الأستاذ إلى اللوح وتسخر منهم الفتيات إذا أجابوا بشكل سيء. هذا يسبب في النهاية عدة حالات فشل ويؤدي فيما بعد إلى سلوك عدواني تجاه الجنس الآخر في سن الرشد.

عند الصبيان، تحدي الخطر شيء طبيعي بهدف أن يختبروا إرادتهم وعقلهم، وهذا يعطيهم الرغبة في أن يكونوا الأوائل، أن يكونوا أبطالاً، وأن يأخذوا قراراتهم بأنفسهم. إنهم لا يشعرون إذن بالراحة إذا شعروا بأنهم مجبرون على أن يتعلموا الأشياء عن ظهر قلب، وأن يعطوا إجابات جاهزة وأن يبقوا عاقلين.

البنات يفضلن الأشياء الواقعية الملموسة والحسابات الواضحة

في الصفوف التي تفصل بين الجنسين، من الأسهل على المعلمين أن يأخذوا بعين الاعتبار نفسية كل جنس. الفتيات يظهرن خجولات في التواصل، ودقيقات في التعلم. كل تفصيل في التسلسل التعليمي مهم جداً بالنسبة لهن. تنجح الفتيات أكثر في المهمات التي تتضمن تكراراً، ويمكنهن أن يفهمن بسهولة معادلات معينة، مما يسمح لهن بمتابعة التعليمات المعطاة بسهولة أكبر. في المقابل، إنهن يصبحن خجولات جداً أمام الصبيان، والصف يصبح أحياناً صامتاً جداً عندما تتوجه الأسئلة نحوهن.

عندما لا يكون الصبيان موجودين، تشعر البنات بالراحة أكثر، لا يخفن من رفع أيديهن أو من ارتكاب الأخطاء، تساعد كل منهن الأخرى بكل ترحاب، وبدون الشعور أنهن معرضات للسخرية.

pexels

يفضل الصبيان أن يفهموا سبب كل شيء ولا يريدون الحلول الجاهزة

يفضّل الصبيان أن يكتسبوا معارفهم بأنفسهم. إنهم يجدون صعوبة في تنفيذ مهمة بحسب المراحل المحددة سلفاً، ولكنهم يفضلون أن يفكروا ويحاولوا أن يبلغوا الهدف بأنفسهم. إنهم يريدون أن يستنتجوا بأنفسهم انطلاقاً مما يقوله الأستاذ. كل درس أو تمرين يصبح مغامرة بالنسبة لهم. قدرتهم على فهم الأمور أكثر شمولية وخيالاً واستنتاجاً. يفضل الصبيان المواضيع التي فيها مشكلة بطبيعتها، فينخرطون بحماس في البحث عن حلول حتى يستطيعوا أن يكونوا الأوائل في الإجابة.

تفضل البنات العمل الجماعي

لوحظ في الصفوف الدراسية أن الفتيات يعملن بفعالية أكثر فيما يتعلق بالعمل ضمن مجموعات. إنهن يتوزعن الأدوار فوراً، يطرحن أسئلة فيما بينهن، ويجدن الحلول معاً. لكن عندما تكون التمارين فردية، يصبح عملهن أقل دقة، حتى ولو كن يعرفن الجواب الصحيح.

بالإضافة إلى ذلك، لاحظ المعلمون أن الفتيات يحتجن للتشجيع أكثر، حتى في أخطائهن، لأنه إذا لم يحدث هذا، فهن ينغلقن على أنفسهن، وفي المرة التالية، يخفن من أن يجبن. لكن الصبيان لا يتفاعلون بطريقة مشابهة فيما بينهم، كما لاحظوا.

في الصفوف المنفصلة، ينمي الصبيان خصائص القادة

عندما لا يكون هناك فتيات، لا يتردد الصبيان في قول ما يفكرون فيه، وفي التعبير عن أفكارهم، حتى لو كانت ضد ما يفكر به الآخرون. ومع أن الضجة المستمرة والثرثرة هي نفسها في كل الصفوف، فإن المعلمين لاحظوا أن صبيان هذه الصفوف التجريبية أقل عدوانية. في حضور الفتيات، يحاول كل منهم أن يجعل نفسه ملحوظاً أكثر، بينما في الصفوف المنفصلة، كلهم سواسية ومحاولاتهم لتأكيد ذاتهم تساعدهم على تطوير مهارات القيادة.

هناك ملاحظة أخرى مهمة : كل الصبيان يتصرفون بكرامة واحترام. عندما ينضم صبي للصف قادم من صف مختلط، يبدأ بالبحث عن من يقاتله، لكن أصدقاءه في الصف يجعلونه يغيّر سلوكه بسرعة.

المعلمون يحترمهم الطلاب اكثر في الصفوف غير المختلطة

في الصفوف غير المختلطة، تعبّر الفتيات بشكل أفضل. والصبيان، عندما لا يكون هناك شخص بقربهم يتباهى بنفسه، لا يتشاجرون مع الأستاذ. في البداية، من الصعب الدخول في دائرة الثقة الخاصة بهم، لكنهم فيما بعد يكرّسون نفسهم لأستاذهم.

أعطت معلمة مثلاً رائعاً : ذات يوم، نسيت أن تذكّر الأولاد أنهم يجب أن ينظفوا غرفة الدرس في نهاية اليوم. ولكنها عندما لاحظت، في اليوم التالي، أن الصف نظيف تماماً، قال لها طلابها :”لا تقلقي. نحن كبار الآن !”

في الصفوف غير المختلطة، يبدو الطلاب بصحة أفضل ووقفتهم مستقيمة أكثر

صرح مدير قسم أمراض الأطفال في المستشفى المحلي، الذي أشرف على الأولاد في هذه المدرسة، أن الطلاب في الصفوف التي شاركت في هذه التجربة، يبدو أن حالتهم الصحية العامة تحسنت وكانوا أقل تعرضاً للامراض. في صفوف الصبيان، كان تعليمهم كيف يقفون بشكل مستقيم أسهل.

بالمقابل، لاحظ أنه في الصفوف المختلطة، في خلال الأشهر الست الأولى، فقد الطلاب من وزنهم بسبب الضغط النفسي وعدم التكيف. في الصفوف غير المختلطة، لم يحدث هذا.

العلامات الجيدة زادت بشكل ملحوظ في الصفوف غير المختلطة

صرح الدكتور بازارني في خلال مقابلة :”الصبيان والبنات يهتمون بأشياء مختلفة. أنا أقرأ لهم نفس القصة، وألاحظ أن البنات يتأثرن ببعض الصور والمعاني أو المشاعر، والصبيان يهتمون بأشياء مختلفة تماماً.

لا يستطيع الأستاذ المحافظة على نفس الانتباه من جانب الجنسين في الصفوف المختلطة، وهذا يتطلب الكثير من الجهود والضغط. تبدأ التربية إذن، في هذه الحالة، بالطاعة والانضباط والعقاب على العلامات السيئة. لسوء الحظ، كل المدارس ترتكز على هذا المبدأ. خلال هذه التجربة، قبل أن نفصل الطلاب حسب جنسهم، كان هناك نسبة %3 من الطلاب الجيدين. بعد التجربة، ارتفع الأداء العام لكل صف من ثمانية إلى عشر مرات”.

ما رأيكم أنتم في هذه التجربة ؟ هل تفضلون أن تضعوا أولادكم في مدرسة مختلطة أو غير مختلطة ؟ شاركوا رأيكم معنا في التعليقات.

Exit mobile version