أخصائية تدق جرس الخطر : أنتم توجهون دماغ أولادكم في الاتجاه السيء !
تلاحظ فيكتوريا برودي أن الأولاد اليوم يصلون إلى المدرسة غير مهيئين عاطفياً كي يتعلموا. وهناك عوامل عديدة في أسلوب حياتنا تساهم في هذا.
كتبت :
بصفتي معالجة طبيعية مهنية، لديّ سنوات من الخبرة مع الاولاد والأهل والمعلمين. أولادنا يصبحون بالتدريج أسوأ فأسوأ من نواحٍ كثيرة. أسمع نفس الرسالة الموحدة من جانب كل المعلمين الذي ألتقي بهم. بكل وضوح، على مدار حياتي المهنية، لاحظت وأواصل ملاحظة انخفاض الأداء الاجتماعي، العاطفي والمدرسي للأولاد، وكذلك زيادة قوية في معدل الاضطرابات التعلمية ومشاكل أخرى.
كما نعرف، الدماغ عضو قابل للتطويع. بفضل الظروف المحيطة، نستطيع أن نجعل الدماغ أقوى أو نجعله أضعف. أعتقد بإخلاص أنه، برغم كل نوايانا الحسنة، نحن ندرب لسوء الحظ دماغ أولادنا في الاتجاه السيء. إليكم لماذا :
تسلية بدون حدود
لقد خلقنا عالماً اصطناعياً مسلياً لأولادنا. ليس هناك لحظة ضجر. في اللحظة التي يصبح فيها الجو هادئاً، نستعجل للترفيه عنهم من جديد، لأننا إذا لم نفعل هذا، نشعر أننا لا نقوم بواجبنا العائلي. نحن نعيش في عالمين منفصلين. لديهم عالمهم “التسلية” ولدينا عالمنا “العمل”.
لماذا لا يساعدنا الأولاد في الطهو أو في الجلي؟ لماذا لا يرتبون ألعابهم ؟ هذه أعمال أساسية تدرب الدماغ على العمل تحت ضغط “الضجر”، وهي نفس “العضلة” التي ندربها في المدرسة. عندما يصلون إلى المدرسة ويتوجب عليهم ان يكتبوا، يكون جوابهم هو “لا أعرف. هذا قاسٍ جداً. هذا مضجر”. لماذا؟ لأن هذه “العضلة” تتشكل عن طريق العمل لا الترفيه.
التفاعل الاجتماعي المحدود
في مجتمعنا المعاصر، نحن كلنا مشغولون لذلك نعطي أجهزة إلكترونية لأولادنا تبقيهم “مشغولين”. كان الأولاد معتادين على اللعب في الخارج حيث كانوا يتعلمون، في أجواء طبيعية، وينمون مهاراتهم الاجتماعية. لسوء الحظ أن التكنولوجيا حلت محل اللعب في الهواء الطلق، كما أنها جعلت الأهل لا يتحملون مسؤولية التفاعل الاجتماعي مع أولادهم. بديهياً، يتأخر أولادنا فهذه الأجهزة ليست مؤهلة لمساعدة الأولاد على تنمية مهاراتهم الاجتماعية.
إذا أردتم أن يكتسب ابنكم مهارة ركوب الدراجة، علّموه ركوب الدراجة. إذا أردتم أن يستطيع ولدكم الانتظار، علّموه الصبر. إذا أردتم أن يصبح ولدكم اجتماعياً، علّموه مهارات التواصل الاجتماعي.
يحصل الأولاد على كل شيء في اللحظة التي يريدونها
إمكانية تأخر المكافأة هي إحدى العوامل الأساسية التي تلعب دوراً في نجاح أولادنا في المستقبل. لدينا أفضل النوايا كي نجعل أولادنا سعداء، لكن لسوء الحظ نحن نجعلهم سعداء في اللحظة الحاضرة وتعساء على المدى الطويل.
القدرة على تأخير المكافأة تعني القدرة على مواجهة موقف ضاغط نفسياً. يصبح أولادنا شيئاً فشيئاً أقل جهوزية لمواجهة عوامل الضغط النفسي الثانوية التي تنتهي بأن تصبح عوائق ضخمة أمام نجاحهم في الحياة.
عدم القدرة على تأخير المكافأة يُلاحظ غالباً في الفصول الدراسية، المراكز التجارية، المطاعم ومخازن الالعاب في اللحظة التي يسمع فيها الولد كلمة “لا” لأن الأهل علّموا أولادهم الحصول على ما يريدون فوراً.
التكنولوجيا
عندما يأتي الأولاد إلى المدرسة، هم يتعاملون مع أصوات بشرية وتحفيزات بصرية متناسبة، بدل قصفهم بالانفجارات والتأثيرات الصوتية التي تعودوا أن يروها على الشاشات. بعد ساعات في العالم الافتراضي، يجد الأولاد صعوبة أكثر فأكثر في معالجة المعلومات التي بتلقونها في الصفوف المدرسية لأن دماغهم يعتاد على مستويات عالية من التحفيز الذي تفرضه عليهم ألعاب الفيديو. عدم القدرة على معالجة المستويات الأدنى يجعل الأولاد ضعفاء في مواجهة التحديات المدرسية.
الحضور العاطفي للأهل هو الغذاء الرئيسي لدماغ الولد. لسوء الحظ، نحن نحرم أولادنا بالتدريج من هذا الغذاء.
الأولاد يديرون العالم
“ابني لا يحب الخضار”، “إنها لا تحب النوم باكراً”، “لا يحب تناول الفطور“، “لا تحب الألعاب، تحب الآي باد فقط”، “لا يريد أن يرتدي ثيابه لوحده”، “إنها كسولة لدرجة أنها لا تريد أن تأكل لوحدها”. هذا ما أسمعه من الأهل طوال الوقت. منذ متى كان الأولاد يفرضون علينا طريقة تربيتهم ؟ بدون نظام غذائي جيد ونوم كافٍ في الليل، سيصل أولادنا إلى المدرسة متوترين، قلقين وغير قادرين على الانتباه. بالإضافة إلى أننا نبعث لهم رسالة سيئة.
إنهم يتعلمون أنهم يستطيعون أن يفعلوا ما يريدونه ولا يفعلوا ما لا يريدونه. مفهوم “الواجب” غائب عندهم. لكن، لسوء الحظ، من أجل بلوغ أهدافنا في الحياة، يجب أن نقوم بما هو ضروري، وهذا ليس دائماً ما نريد أن نفعله. أولادنا يعرفون جيداً جداً ما يريدونه، لكن لديهم مشكلة في فعل ما هو ضروري لبلوغ هدفهم. وهذا نتيجته أهداف لا يمكن الوصول إليها مما يجعل أولادكم خائبي الأمل في الحياة.
[…] الأولاد بالأجهزة وشرح كيف يمكن الحد من استعمال هذه الأجهزة […]