لماذا يبكي الأطفال ؟
هدهديه، سيتوقف عن البكاء”، “إذا أخذته بين ذراعيك فهو الذي سيكسب، إنه يختبرك ببكائه”، “توقف عن البكاء!”. من لم يسمع هذه العبارات وهو يهتم بطفله الصغير الباكي ؟ ربما أنتم قد تلفظتم بها أيضاً ؟
لكن لماذا نعتقد أن هذا سوف يمنع الأطفال من البكاء ؟ إنها وسيلتهم الوحيدة للتواصل، فهم يحاولون أن يجعلوننا نفهم شيئاً من خلال هذا البكاء. لنحاول أن نفهم ما الذي يعنيه بكاؤهم لا أن نوقفه بدون أن نعرف السبب.
سنساعدكم في هذه المقالة من التربية الذكية على أن تعرفوا لماذا يبكي طفلكم الرضيع.
لماذا يبكي الطفل ؟
هناك عدة أسباب تجعل الطفل يبكي : إنه جائع، دافئ جداً، بارد جداً، يشعر بالألم أو ربما حفاضه قذر. إذا تحققنا من أن كل شيء على ما يرام وواصل مع ذلك البكاء، فهذا لا يعني أنها محاولة من قبله للتلاعب كي تأخذيه في حضنك. البعض يعتقد هذا ولكنه صغير جداً ليفتعل هذا! دماغه لا يمتلك هذه القدرة.
هذا التصرف من الطفل الرضيع طبيعي تماماً. إنه بحاجة إلى أن تحمله أمه. عندما يجد نفسه وحيداً، في مهده مثلاً، ينادي أمه كي لا تتخلى عنه. إنها ردة فعل تتعلق بغريزة البقاء على قيد الحياة.
“إذا حملت طفلي باستمرار، سيصبح متعلقاً بي”. أليس كذلك ؟
بعض الأشخاص لا يريدون أن يحملوا طفلهم خوفاً من أن يصبح متعلقاً جداً بهم.
إنها فكرة خاطئة. في حضارات أخرى، الولد يظل ملتصقاً دائماً بأمه، وهي تحمله باستمرار. ومع هذا لا يصبح بالغاً غير قادر على إعالة نفسه لفترة طويلة. هذا المعتقد الاجتماعي لا أساس له من الصحة.
إن الذي يحدث فعلاً هو العكس.
الولد بحاجة إلى الاطمئنان الذي يولده تلامسه مع أمه كي يتجرأ فيما بعد على المغامرة وحيداً. كلما كان تلامسه مع أمه أكثر، كلما اكتسب ثقة بنفسه كي يكتشف العالم من حوله فيما بعد. إذا كان الأمر بالعكس، وتُرك وحيداً، إذا كانت ملامساته الجسدية محدودة، سيصبح صعباً عليه أكثر الابتعاد عن أمه. ولن يخزن ما يكفيه من الثقة من أجل هذا. هناك خشية كبيرة من أن يجعل الأهل من ابنهم عكس ما كانوا يرغبون.