5 مشاعر مزعجة تراودكم عندما تسيرون في الطريق الصحيح
“عندما يبدو أن كلّ شيء يعاكسكم، تذكّروا أن الطائرة تقلع بعكس الرياح وليس باتّجاهها.” – هنري فورد
قد يصدمكم الأمر ولكن الطريق الصحيح ليس دائمًا مرصوفًا بالذهب ولا مفروشًا بريش نعام. ففي أكثريّة الوقت عندما تسلكون الطريق الصحيح في الحياة لا مفرّ من أن تراودكم مشاعر مزعجة. ولكن لماذا؟
حسنًا فكّروا بالأمور من هذا المنظور. عندما تعتادون على بعض المعتقدات أو على نمط حياة خلال فترة طويلة وعندما تتغيّر حياتكم جذريًا ستراودكم مشاعر غريبة ربما تخيفكم في البداية.
عندما تختبرون اليقظة الداخلية وتدركون أنكم لا يمكنكم الإستمرار بعيش حياتكم بالطريقة التي اعتدتم أن تعيشوها ستتمكّنون من إعادة النظر في كلّ ما عرفتموه حتى اليوم.
لا تقلقوا فجميع الناس يمرّون بهذه الفترة من وقت إلى آخر. بكلّ بساطة لا يمكنكم أن تتوقّعوا أن يظهر الطريق الصحيح فجأة وأن تصبح حياتكم خالية من التحدّيات والإنقلابات بين ليلة وضحاها. في الواقع يمكن للمشاعر المزعجة أن تشير إليكم أنكم قد وجدتكم الطريق الصحيح. ففي نهاية المطاف لماذا يجب أن نثابر من أجل قرار إذا لم نشعر إزاءه ولو بقليل من الإدراك؟
ألا تقتصر الحياة على المخاطرة وعلى المضيّ قدُمًا على الرغم من مخاوفنا؟ في أغلب الأحيان تساهم الأمور التي تخيفنا أفضل مساهمة في نموّنا البشري. بمعنى آخر من الضروري أن نتبع مخاوفنا سائرين في طريق الحياة.
إليكم من التربية الذكية 5 مشاعر مزعجة تشعرون بها عندما تسيرون في الطريق الصحيح:
- العزلة
أحيانًا قد يُشعِركم إدراككم بأنكم على الطريق الصحيح بعُزلة غريبة. وقد يظنّ بعض الناس أنكم فقدتم صوابكم. لكن لا تكترثوا للأمر كثيرًا. في أغلب الأحيان نجد حقائق داخلية وسط الصمت والوحدة وعلينا أن نعرف كيف نستقبلها.
عليكم ألّا تخافوا من صحبة أنفسكم. عوضًا عن ذلك تعلّموا أن تقدّروا هذه الصحبة. كونوا أصدقاء مع أكثر الجوانب ظلاماً ولمعاناً من شخصيّتكم وسترون أنكم بعد فترة وجيزة لن تشعروا بالوحدة. تمنحنا العزلة فرصة لنتعرف إلى أنفسنا كأفراد بدلًا من السماح للأصدقاء وأفراد العائلة بفعل ذلك. - تدركون أنكم لا تعرفون أنفسكم
من الطبيعي جدًا أن تتحرّروا من سلوككم وعاداتكم القديمة. لستم مُرغَمين على أن تتعلّقوا ببعض أنماط السلوك لكي تعيشوا حياتكم على أكمل وجه، اعلموا أنكم كائن مكتمل بذاته وجميل وكونيّ وحاولوا دائمًا أن تحافظوا على انفتاح عقلكم. إن وجودكم وإدراككم أنكم قادرون على أن تتغيّروا في أي لحظة يساعدكم في طريقكم نحو النجاح أو في تحسين أدائكم بدرجة كبيرة. من الضروري أن تتخلّوا عن كلّ ما لم يعد يلزمكم.
“ففي نهاية المطاف ما من أهميّة كبرى لما نفكّر فيه ونعلمه ونؤمن به. ما يهمّ هو ما نفعله.” – جون روسكن - الشعور بالضياع
قد تبدأون بالشعور أنكم مشتّتين بالكامل عن كلّ ما يدور من حولكم حتى أنكم تشعرون بانقطاع الاتّصال بأنفسكم وبالآخرين. وهذه المرّة أيضًا تراودكم هذه المشاعر. بكل بساطة هذا كلّه يعني أنكم بدأتم تعون هويّتكم الحقيقية وأن العناصر القديمة والمعتقدات الخاطئة ستبدأ بالتلاشي. إذا شعرتم بأنكم فقدتم وجهتكم لا تدعوا ذلك يملي عليكم توجّهكم.
تذكّروا أنكم يجب أن تضيعوا لكي تجدوا طريقكم بما أننا نعيش في كون إزدواجي. لا يمكنكم أن تعرفوا من أنتم ما دمتم تائهين لذا يجب أن تعتبروا الأمر نعمة لا نقمة.
“إذا أردتم أن تكونوا سعداء ركّزوا على هدف يحصر انتباهكم ويضفي عليكم الطاقة ويلهمكم بالأمل.” – أندرو كارنجي - العصبيّة / القلق
كلّما واجهنا أمرًا جديدًا في الحياة نبدأ بالشعور بالخوف. القلق والحماس هما جزء جوهري من العاطفة نفسها ولكن يُعَبَّر عنهما بشكل مباشر. ربما ما يُقلقنا قد يتحوّل لاحقًا إلى ما يحمينا. وفي متابعتكم لمغامرتكم ربما ستجدون أن طريقة تفكيركم القديمة لم تعد تتناسب وخياراتكم في الحياة. قد تبدأون برؤية العالم كمكانٍ عدائي ومرعب وقد تتساءلون عن مكانكم وسط هذا كلّه. لا تقلقوا أو لا عليكم من الأمر فهذا الشعور طبيعي جدًا.
في الكثير من الأحيان علينا أن نشعر بالإرتباك أو بأننا على حافة الإصابة بنوبة حتى نستطيع رؤية الأمور بوضوح. ببساطة يعني القلق أنكم قاومتم التغيير كثيراً لذا دعوا الأمور تجري براحتها واركبوا الموجة. وفي نهاية المطاف كلّ شيء سيكون على ما يرام.
“عيش حياتك بكاملها يعني أن تطرد مخاوفك واضطراباتك بظهر يدك.” – شارل جوزف دو لين. - الأرق
عندما تبدأون بالسير في الطريق الصحيح ربما ستلاحظون أنه يصعب عليكم النوم أو مواصلة النوم. على الرغم من الأمر قد يبدو مضرّا ومدمّرًا جدًا لكنه دخول نحو التقدّم ونحو طرق جديدة في التفكير بالحياة. تذكّروا أن الأمور تسوء قبل أن تتحسّن لذا قد يؤدّي فقدان القدرة على النوم إلى اكتشاف نمط حياة جديد يساعدكم على الشعور بالازدهار والاسترخاء والسعادة ما يؤدّي بالتالي إلى نوم أفضل. - قد تبدو هذه اللحظات صعبة ومرعبة ولكن تذكّروا أنكم لستم الوحيدين الذين يمرون بهذا الوضع فهنك 7 مليار شخص غيركم على هذا الكوكب معنيّون بالأمر لذا يمكنكم أن تطمئنّوا من هذه الناحية.
إذا وجدتم هذه المقالة من تربية ذكية مفيدة، نرجو أن تشاركوها مع أصدقائكم ومعارفكم. شكراً لكم !