ما الذي يحدث فعلاً في منزلكم عندما تحرقون أوراق المريمية أو القصعين ( بحسب رأي العلم)
طقوس تطهير المنزل تعود إلى عصور ما قبل التاريخ، وما زالت مستخدمة اليوم في كافة أرجاء العالم لتنظيف كل شيء، من المنزل وحتى الروح.
ألقت أبحاث حديثة الضوء على شعبية هذا النشاط، وكشفت عن أن حرق بعض النباتات يقضي فعلاً على البكتيريا المؤذية.
كانت الحضارات القديمة تعتقد أن التطهير يجذب الأرواح الحليفة لكي تقدّم المساعدة وتجلب التوازن للفرد أو الجماعة.
بهذه الطريقة، كانت الطقوس مستخدمة لتطهير الجسم أو المكان من الأرواح الشريرة والطاقات السلبية المستوطنة فيه.
بكل تأكيد، هناك الكثير من المشككين الذين يقللون من قيمة هذه الممارسة ويعتبرونها غير علمية وأشبه بالسحر والشعوذة.
لكن مقالة علمية تحت عنوان “Medicinal Smokes” منشورة في Journal of Ethnopharmacology ألقت نظرة علمية على هذه الطقوس، الني أضحت شيئاً فشيئاً على الموضة، برغم التشكيك.
المقالة تحتوي على معلومات مستقاة من 50 بلداً موزعاً على القارات الخمس ولاحظت أن دخان النباتات الموصوف طبياً، يُستخدم أساساً لمساعدة وظائف الرئتين والدماغ والجلد. علاوة على هذا، تبين أن الدخان يؤدي دور منظف للهواء.
كان هدف هذه الدراسة التأكد مما إذا كان التبخير بالنباتات الطبية يمكن الاستفادة منه طبياً، لأن “العلاجات بالتبخير لديها ميزة الوصول سريعاً إلى الدماغ، ويمتصها الجسم بشكل أفضل، كما أنها تخفض تكاليف الإنتاج”.
ما الذي يحدث فعلاً عندما نحرق أوراق المريمية (القصعين)
اكتشف بحث آخر، منشور في نفس المجلة، أنه، بالإضافة إلى فوائد التعقيم الصحية، فهو معقم فعال.
“اكتشفنا أنه بعد ساعة من استعمال التبخير الطبي الناتج عن حرق الخشب مع مزيج من الأعشاب العطرية والطبية، انخفض عدد البكتيريا الموجودة في الجو بنسبة تزيد على %94 خلال 60 دقيقة، وظلت قدرة التبخير على تطهير أو تعقيم الهواء وجعل الجو أكثر نظافة، مدة 24 ساعة في غرفة مغلقة.
غياب البكتيريا المسببة للمرض : urealyticum Corynebacterium, flaccumfaciens Curtobacterium, Enterobacter aerogenes (Klebsiella mobilis), Kocuria Varians rosea, Pseudomonas syringae pv. persicae, Staphylococcus lentus, et Xanthomonas campestris pv. tardicrescens في الغرفة، حتى بعد 30 يوماً هو دليل على القدرات العلاجية للتبخير الطبي في قتل البكتيريا.
لقد تبين لنا أنه باستخدام التبخير بالأعشاب الطبية، من الممكن القضاء على مختلف أنواع البكتيريا المسببة للمرض في جو غرفة مغلقة”.
باختصار، حرق الأعشاب الطبية قضى على %94 من البكتيريا المنتشرة في الجو، والمكان بقي معقماً حتى بعد مرور يوم. كما أنه، حتى بعد شهر من التبخير، لم يكن هناك أثر لأغلب العوامل المسببة للمرض التي كانت موجودة في البداية.
لهذا الأمر دلالات عميقة، لأن نوعية الهواء في العالم اليوم سيئة، بسبب وجود حوالى 1800 نوع من البكتيريا، الكثير منها مسبب للمرض. مع تزايد أنواع البكتيريا الفتاكة والمقاومة للمضادات الحيوية، نحن بحاجة لكل المساعدة الممكنة.
تستعمل طرق التعقيم الكلاسيكية غالباً كوكتيلاً من المواد الكيميائية التي هي أقل فعالية بكثير مما يزعمون. لهذا يبدو أن عملية التبخير هي بديل فعال طبيعي وبدون أي خطر.
بالنتيجة، الطقوس القديمة لحرق الأعشاب الطبية القوية الفعالية، قد تكون أكثر من مجرد طقوس بدائية يمكننا أن نتجاهلها لأنها ليست علمية
بالتأكيد، هذا لا يقلل من قيمة خصائص التبخير في مجال تطهير الطاقة والروح وقدرات العلاج بالأعشاب.