أشياء لا يحتاجها أطفالكم الصغار. وفروا أموالكم !

1

أحب شيء إلى قلب الأم هو تأمين كل ما يلزم لأولادها وهنا كثيراً ما تقع الأم في فخ كبير. فخ شراء أشياء لا يحتاجها أولادها. ما هي الأشياء التي تشتريها الأم دون أن تدرك أنها لن تحتاجها؟

أشياء لا يحتاجها الأطفال

منذ بضعة أيام، كنت أتسوّق مع زوجي وأولادي حين اكتشفنا أمراً مثيراً للاهتمام. كنا في قسم الأطفال نختار الحفاضات لأصغر أولادي حين رفعت ابنتي البالغة من العمر 4 سنوات علبة صغيرة وسألتني عن محتواها.

–  ما هذا يا أمي؟

أخذت العلبة وتأملتها. تأملتها جيداً. وشعرت فعلاً بالارتباك.

– امممممم… محارم رطبة للمصّاصة؟ تشير المعلومات على العلبة إلى أنها محارم رطبة للهايات.

وسألتني: “لمَ نستخدمها؟”

–  أعتقد أنها تُستخدم…. لمسح لهاية الطفل وتنظيفها؟

نعم، محارم رطبة للهاية لأن قميصك لم يعد ينفع كما لم يعد ينفع الغسل سريعاً بالماء أو استخدام فوطة مسح الأطباق أو حتى محرمة ورقية نظيفة. هذا ما اعتاد الناس استعماله حين كان أولادي أطفالاً صغاراً أيّ ما بين العامين 2009 و2011. ويبدو أننا كنا مخطئين.

أنا أمزح بالتأكيد. لم نكن بحاجة إلى محارم رطبة لمسح اللهاية في العام 2009 كما لا نحتاجها الآن. لكن السخف لم يعد يفاجئني عندما يتعلّق الأمر بالمنتجات الجديدة المخصصة للأطفال. أثناء فترة حملي، كان السوق يزخر بكافة أنواع منتجات الأطفال الغريبة والبدع. وعلى الرغم من أن الأمر يعود لسنوات قليلة إلا أنني أعتقد أن الأمور أضحت أسوأ. يُقال إنّ تربية الطفل الواحد في بعض البلاد تكلّف 240000 دولاراً كمعدل عام. ومع وجود الكثير من المنتجات غير الضرورية في الأسواق، لا بد من أن أتساءل ما إذا كان هذا الرقم أكبر مما ينبغي له أن يكون. يمكنك بالتأكيد أن تشتري محارم رطبة لمسح اللهاية، لكن هل تحتاجينها فعلاً؟ وتجدر الإشارة هنا إلى أن علبة المحارم هذه تحتوي على 100 محرمة وتبلغ كلفتها 9.99 دولاراً. 10 دولارات!!!

ما الذي يحتاجه الأطفال فعلاً؟

يحتاج الأطفال إلى بعض الأشياء وهذا أمر مسلّم به. إنهم يحتاجون إلى الطعام والمأوى والحب. كما يحتاجون إلى ملابس وأغطية وحفاضات. أما الأمور الأخرى فتكاد تكون اختيارية تماماً. لكن الأمور لا تسير على هذا النحو حين تكونين حاملاً، أليس كذلك؟ فيمكن للحمل في بعض الأحيان أن يجعلك تفكرين وتتصرفين بشكل مجنون. (إن كنت لا تصدقينني فاسألي زوجي.)

عندما كنت حاملاً، اشتريت مقاعد مرنة بكافة الأشكال والأحجام، وأراجيح عادية وأخرى تتحرك بشكل جانبي، وألعاباً معقّدة ومتقنة بشكل فظيع، وآلات وأدوات مذهلة تبين أنها عديمة الفائدة. ولو قُدّر لي أن أعيد التجربة لأعدتها كلها إلى المتجر حيث اشتريتها واستبدلتها بالحفاضات. ما أن كبُر أولادي قليلاً حتى أدركت كمّ المال الذي ضاع هباءً على هذه المشتريات التي كان بإمكاننا أن نعيش بسهولة من دونها. إذن، وبناء على ما تقدّم،

 

إليك بعض الأشياء التي لا يحتاجها الأطفال:
  • مجموعة أغطية وشراشف متناسقة لفراش الطفل: صحيح أنّ الشراشف والأغطية المخصصة للأطفال رائعة. جعلت زوجي يجول معي في كافة أرجاء المدينة حتى وجدت مجموعة زهرية وبنية اللون ومزينة بالزهور. (كنت أحلم بها!). ومنذ ذاك الحيّن، لا ينفك اللحاف الصغير الذي لم أستخدمه يذكرني بسخافة ما اشتريته. مما لا شك فيه أن الطفل يحتاج إلى سرير وشراشف وبعض الأغطية. لكن ما لا يحتاجه هو لحاف من شأنه أن يخنقه على الأرجح، وغطاء يتناسب معه لزر الضوء، وسلة مهملات مطابقة ورسوم تتلاءم معها على الجدار.

 

  • سلة الحفاضات المستعملة : فكرة من هذه؟ لا يحتاج أيّ منا إلى كيس مهملات يحتوي على حفاضات نتنة في غرفة النوم. احتفظي بسلة صغيرة للمهملات يمكن إفراغها بشكل متكرر بدلاً من سلة الحفاضات أو ارمي الحفاضات في سلة المهملات العادية التي تستخدمينها في المنزل.

 

  • ملابس أطفال من صنع مصممين معروفين: تصعب مقاومة ملابس الأطفال التي يصنعها المصممون المعروفون. اخجل أن أعترف بأني اشتريت فساتين صغيرة مع تطريز ناعم، وأحذية صغيرة للأطفال، وقطع ملابس متناسقة تتضمن قمصاناً وسراويل وجوارب صوفية وقبعات. إلا أنّ دفع 40 أو 50 دولار لقاء ملابس ضئيلة الحجم ليس بالفكرة الحسنة، لاسيما حين تستطيعين الحصول على مثل هذه الملابس في أماكن أخرى أو على الانترنت بسعر أقل بكثير.  لا يمكنني صراحة أن أفكر في شيء يفقد قيمته بسرعة أكثر من ملابس الأطفال الجديدة. لكنني لسوء الحظ لم أدرك ذلك إلا بعد فوات الأوان.

 

  • غطاء لعربة التسوّق: نعم، لقد تلقيت غطاءً جميلاً لعربة التسوّق كهدية لكنني لسوء الحظ لم أتذكّر يوماً أن أحضره معي إلى المتجر. لم أفعل ولو مرة واحدة. وقد بعته بخمس دولارات هذا الصيف عندما عرضت بعض المتاع للبيع في مرآب المنزل. قد تبدو فكرة هذا الغطاء جيدة لكنها لا تنجح إن لم تتذكري يوماً أن تحمليه معك. وأود أن أشير هنا إلى أنّ مؤخرات أطفالي لم تنقص أبداً بعد الجلوس على قضبان عربة التسوّق الحديدية خلال كل زيارة لنا إلى المتجر، كما لن تفعل مؤخرة طفلك.

 

  • طاولة تبديل الملابس والحفاضات: يمكن لهذه الطاولة أن تكون مفيدة إذا ما استعملتها. إلا أنّ معظم الناس الذين أعرفهم يبدلون حفاضات أولادهم على الأرض. في الواقع، أعتقد أن الأرض أفضل لتبديل الحفاض بما أنّك تضمنين أن طفلك لن يقع. لكن بما أن مصنّعي الأثاث المخصص للأطفال لا يستطيعون أن يبيعوك أرضية منزلك فابتكروا طاولة لتبديل الحفاض. نصيحة: لست مضطرة لشرائها.

 

  • منزل أكبر: عندما اشترينا منزلنا الحالي، لم يكن لدينا أولاد بعد. لكن، بما أننا كنا نعلم أننا نريد أن نُرزق بأولاد فقد استبقنا الأمور واشترينا منزلاً أكبر يناسبهم. وما وجدناه لاحقاً هو أن منزلنا أكبر بكثير مما نحتاج. فأولادنا لا يحتاجون بالضرورة إلى غرفة لعب مخصصة لألعابهم فقط. كما يمكنهم أيضاً أن يتشاركوا غرفة النوم إذا ما دعت الحاجة. لو عادت عقارب الساعة إلى الوراء، لبقينا في منزلنا الأول مدة أطول حتى نحدد عدد الغرف التي نحتاجها فعلاً.

 

  • مما لا شك فيه أن تربية الأولاد مكلفة وهذا أمر غير قابل للنقاش، فثمة الكثير من التكاليف التي لا يمكن لنا تجنبها، كالتأمين الصحي والرعاية والطعام والمأوى. لكن ثمة سبل لخفض مبلغ ال 240000 دولار إلى معدل مقبول ومنطقي أكثر، وذلك عبر الاكتفاء بشراء واستخدام الأشياء الضرورية للطفل.

 

  • وبدلاً من شراء كل ما تعتقدين أنك قد تحتاجينه، حاولي أن تجدي أشياء مستعملة أو يمكنك حتى أن تستعيري من أفراد عائلتك أو أصدقائك حتى تري ما يناسب طفلك وعائلتك أكثر. لكل طفل طبيعته الخاصة ويمكن أن تكتشفي أن طفلك لا يحب الأرجوحة، ولا يحتاج إلى مصاصة أو لا يغفو أبداً في سريره.

 

  • إنّ الانتظار حتى تكتشفي ما يلائمه طريقة رائعة لتتجنّبي عمليات الشراء التي لا فائدة منها وبالتالي إنفاق المال من دون جدوى ولتوفّري المساحة في منزلك.
  • ومهما فعلت، أرجو منك ألا تشتري المحارم الرطبة التي يقتصر هدفها على تنظيف اللهاية فأنت لا تحتاجينها مهما كانت الظروف.

 

هل تبيّن لك أن بعض الأغراض المخصصة للأولاد غير ضرورية ولا فائدة من شرائها؟ ما هي الأدوات التي لم تحتاجي إليها لتعتني بطفلك؟
اترك رد