كيف تربين ولدا ناجحاً في المستقبل؟
الطريق إلى تربية طفل يتنعم بالمستقبل بالنجاح والاستقلالية تتوقف على أمر واحد فقط وهو أمر يعتمد عليكم وحدكم .
إليكم ما هو : إنه الثقة بالنفس واعلموا أن الثقة بالنفس أمر مكتسب لا أمر وراثي أبداً.
إنّ الثقة بالنفس والإحساس بالأمان ليسا فطريين طبعاً، بل يتطوران خلال فترة الطفولة كلها. نعلم اليوم أنّ الرد إيجابياً ومن دون إظهار قلق مفرط على بكاء الرضيع يعزز ثقته بنفسه. يكفي ألاّ نبالغ.. فكما يرى طبيب الأطفال دونالد وينيكوت في كتابه «نصائح للأهل»: «الأهل يخطئون غالباً بسبب المبالغة. فالأهل الذين يحيطون الأولاد بكثير من الرعاية إلى حدّ المبالغة يثيرون لديهم نوعاً من الضيق، كما أنّ أولئك الذين يفتقرون إلى الأمان يثيرون الخوف والحيرة والارتباك».
إذا عاملت طفلك وأنت تشعرين دائماً بالخوف، فستجعلين منه صغيراً خجولاً.
تبقى الأحداث البسيطة التي يمكن أن تتسبب بخلل في حياة الطفل وفي إحساسه بالأمان، كالسقوط من أعلى سرير مزدوج.
إذا خشي الصغير الصعود إلى أعلى المزلقة لبعض الوقت فهذا منطقي. في هذه الحالة، يكفي أن تقوما بزيارة صغيرة إلى طبيب الأطفال حيث تتحدثان عما جرى وعن الذكريات المرتبطة بالحادث وبالخوف الذي أثاره (لدينا نحن الأهل، ولديهم هم الأطفال) وينتهي الأمر سريعاً في بعض الأحيان.
كيف نتعامل معه عندما لا يكون واثقاً من نفسه؟
تجنبي اللحاق به كيفما اتجه، ولا تكرري له عبارة «هيا اذهب» في كل مرة، ولا تقارنيه بالمغامرين.
تجنّبي العبارات الجارحة مثل: «انظر فلان. إنه لا يخاف»، «هذا الولد، يا له من بطل» أو «شجاع إنما لست متهوراً، أليس كذلك يا عزيزي». الخ.
وبدلاً من أن تبالغي في إحاطته بالرعاية، حاولي أن تزيدي من ثقته بنفسه. لا تبالغي، إنما شددي على حسناته: «أرى أنك رائع فعلاً في الرسم، في التلوين وفي الموسيقى» أو «لقد أصبحت قوياً جداً، لقد كبرت»، الخ.. قولي له ما من شأنه أن يشجّعه على أن يحب نفسه أكثر وأن يحسّن رأيه بنفسه.