الوراثة مدهشة حقاً !
عندما يأتي الطفل إلى العالم، يتساءل كل الناس ماذا “أخذ” من أبيه ومن أمه. العينان، الأنف، الشعر…بعدها، يتساءلون عن أذواقه وطبعه. خلال كل حياتنا، سيظل أهلنا المرجعية التي تحددنا…
ولكن لماذا نرث عيني البابا وخجل الماما ؟ وماذا عن بعض الأمراض .
أصبح البحث العلمي أكثر فأكثر دقة فيما يتعلق بتحليل الحمض الوراثي البشري DNA. نعرف الآن أن الملامح الموروثة من الأب ومن الأم ليست بالضرورة مقسومة إلى أقسام متساوية. بالمقابل، هناك احتمال أن نأخذ من ملامح أمنا أكبر من أن نأخذ من ملامح أبينا.
مثلاً، عندما يتعلق الأمر بمشاكل النظر الفريدة من نوعها، مثل عمى الألوان، فهذا يقع على كاهل سلالة الأم الوراثية. مع أن هذا الخلل البصري يصيب الرجال أكثر بكثير مما يصيب النساء، فهو يتواجد في الكروموزوم X.
الأم أيضاً قد تكون مسؤولة على الأقل عن جزء من الصلع، عن اضطرابات المزاج (وخصوصاً عند الأولاد)، عن السكري النوع الثاني وعن مرض باركنسون.
هذه الأمراض والطباع، مثلها مثل عمى الألوان، يحملها غالباً الكروموزوم X، بما أن أمك تحمل اثنين منها XX، فهذا يزيد احتمال أن تنقل إليكم هذه أو تلك.
فيما يتعلق بالأب، فإن الكروموسوم Y إذا كان مريضاً، ليس له من التأثير بالقدر الذي تمتلكه الكروموسومات XX عند الأم. ومع هذا، فإن هناك احتمال أكبر أن ترثوا شكل الهيكل العظمي لوجهكم، من أبيكم. فكروا بهذا : هل تشبه عيناكم، عظام خديكم وفككم، تلك التي عند أبيكم ؟ لقد أخبرناكم بهذا…
أكنتم تعرفون أن الأولاد الذين يشبهون أباهم يرتبطون معه بعلاقة أوثق من الأولاد الذين يشبهون أمهم أكثر. قد يحزنكم هذا، ولكنه صحيح…
بكل تأكيد، ملامحكم، وخصوصاً تلك الني ترونها عندما تنظرون في المرآة، قد تتأثر أيضاً وتتقولب بتأثير محيطكم وبيئتكم.
لتفهموا أكثر هذه القصص عن الوراثة، يمكنكم أن تشاهدوا الفيديو (باللغة الإنكليزية) فيما يلي. إنه يشرح الأسباب التي تجعلكم ترثون هذه الصفة من أمكم وتلك من أبيكم. إنه مدهش حقاً !
هل تشبهون أمكم أكثر أم أبيكم ؟ هل فكرتم مثلاً أن فقدانكم لشعركم موروث من جهة أمكم مثلاً؟ إن علم الوراثة مذهل حقاً !