بحسب الدراسات الحديثة، يتعلم الأطفال الكلام من أبيهم

3

إذا كان الطفل لديه مفردات غنية، فعلى الأب أن يفتخر بنفسه. لكن انتبهوا ! إذا كانت طريقة لفظه سليمة، فهذا بفضل أمه !

برهنت دراسات قام بها باحثون من Evanston Northwestern University و Evanston Northwestern Healthcare، أن هناك اختلافات بين الجنسين عندما يتعلق الأمر باختيار لغات جديدة. لكن ماذا عن اللغة المحكية ؟ هل يلعب أحد الجنسين دوراً أهم من الآخر في تعليم الكلام للأولاد ؟

يعتقد أغلبنا، نظراً لإطلاق صفة “اللغة الأم“، فإن اكتساب اللغة عند الأولاد محصور بالأمهات، ولكن هذه الفكرة يجب أن تتغير قريباً !

اكتشفت مجموعة من الباحثين في مختبرات الأنثروبولوجيا المعاصرة في جامعة فودان، بإدارة مينغان زانغ، أن الأبوين لديهما تأثير على اكتساب اللغة عند الاولاد في مختلف المجالات.

في الماضي، كان المعتقد السائد أن اللغة مكتسبة حصرياً من الأمهات ولكن تبين أن هذا ليس صحيحاً.

في سنة 1997، قدّم باحثون نظرية تعارض مفهوم “اللغة الأم”. لقد أكدوا أن الأولاد يكتسبون اللغة من أبيهم وليس من أمهم. نظرية اللغة الأبوية تؤكد ان البشر يميلون لتعلّم اللغة من أبيهم وليس من أمهم.

الدراسة التي ارتكزت عليها نظرية لغة الأب، قام بها باحثون من جامعة جنيف. فقد فحصوا الروابط بين الفوارق في اللغة والحمض الوراثي عند الاب والأم.

أكدت أستيلا بولوني، التي أشرفت على البحث، أن الفوارق اللغوية المرتبطة بالكروموزوم Y، الذي ينقله الأب، ليس له أدنى علاقة مع الحمض الوراثي الذي تنقله الأم فقط.

مع هذا، فإن تعبير “اللغة الأم” ليس خاطئاً بشكل مطلق؛ فالامهات لديهن تأثير كبير على الطريقة التي يكتسب بها الأطفال اللغة.

يمضي الأولاد عموماً وقتاً مع أمهم أكثر مما يمضون مع أبيهم حتى البلوغ. وهم يبدأون فعلياً في تعلّم لغتهم الأم قبل حتى أن يولدوا.

في هذه المرحلة، يكونون قد آصبحوا قادرين على التمييز بين لغتهم الأم ولغة غريبة. كما أنهم يستطيعون أن يتعرفوا إلى 800 كلمة. فليس صدفة أن الأطفال الرضع المزدوجي اللغة يتعرفون بسرعة إلى أصوات لغتين مختلفتين.

لا تنقل الأم الكلام فقط؛ إنها تنقل أيضاً التقاليد، السلوكيات، المسؤوليات وكل ما تفعله أي ثقافة. في الأساس، تنقل الأم ليس فقط اللغة، ولكن أيضاً الثقافة.

لمعرفة إذا كانت اللغة تنتقل عن طريق الأم أو الأب، قام فريق الباحثين بدراسة لغوية جينية على 34 شخصاً أوروبياً، مع التركيز على الروابط الخاصة الموجودة بين مفردات اللغة وكروموزومات الأب، وكذلك على طريقة لفظ الأصوات وجينات الأم.

بعكس الدراسات السابقة، ميّز الباحثون اللغات إما على أساس المفردات وإما على أساس الأصوات.

استناداً إلى هذا البحث، نحن نكتسب اللفظ والصوت من أمهاتنا، بينما نكتسب مفرداتنا من آبائنا – وهذا الاكتشاف يتعارض تماماً مع الأفكار السائدة سابقاً حول موضوع اكتساب اللغة.

تستنتج هذه الدراسة أن هناك علاقة وثيقة بين جينات الأب واكتساب المفردات وعلاقة وثيقة بين جينات الأم والتعرف إلى الأصوات.

يبدو أن الباحثين قاموا بتوحيد “نظرية اللغة الأب” مع “نظرية اللغة الأم”.

3 تعليقات
  1. […] بينت الدراسات أن التفاؤل عند الأولاد يجعلهم ينجحون ويتفوقون في […]

  2. […] يصيب الرجال أكثر بكثير مما يصيب النساء، فهو يتواجد في الكروموزوم […]

  3. […] بعض الدراسات إلى أن الأولاد الذين يتمتعون بقدرات إدراكية أفضل من […]

اترك رد