الشفاء بقوة اللمس
نقلت صحيفتا The Globe و Mail عنJack Jedwab، المدير التنفيذي في جمعية الدراسات الكندية ومقرها في مونتريال قوله:
“ثمة فارق كبير بين الأشخاص الذين يحظون بالعاطفة واولائك الذين يفتقرون لها. أنصح بالحصول على عناق.”
إنّ التقاء طاقتين مبهج دوماً وهو أشبه براقصين يرقصان بتناغم ويكملان بعضهما البعض. لكن حتى في الغرب حيث الناس يتصافحون… تتراجع الطاقة إلى الخلف بدلاً من أن تنتقل إلى الشخص الآخر. يُعتقد أن الخوف من أن يكون المرء مثيراً، وحسياً ومهتماً بجسد الآخر، هو أمر بعيد عن الروحانية. إنّ العناق أقرب من الرؤية.
يستخدم الناس عبارة “ترحيب حار” لكنه نادراً ما يحصل فهو ترحيب بارد دوماً لأن طاقتك تتراجع إلى الخلف.
استناداً إلى تقرير جامعة ستانفورد، أظهرت دراسات عدة فوائد بارزة على صعيد شفاء الجروح وتخفيف الألم والقلق. ويشير التقرير إلى أن العلاج باللمس يمكن أن يترك أثراً ايجابياً على شفاء الكسور وعلى داء المفاصل. وفي حين يُستخدم اللمس بشكل أوسع لعلاج الضغط النفسي والقلق وفي تسكين الألم، تركّز الأبحاث حالياً بشكل متزايد على ما إذا كان قادراً على الحؤول دون تفاقم عدد من الأمراض بما في ذلك الإكتئاب والسرطان.
واكتشف الدكتور Matthew Hertenstein من جامعة DePauw في انديانا أن اللمس ينقل المشاعر والإنفعالات من شخص إلى آخر. عندما خضع أشخاص للمسة مجهول لا يمكنهم رؤيته، مجهول طُلب منه أن يحاول نقل شعور معيّن، استطاعوا أن يحددوا الحالة الإنفعالية للشخص الآخر بدقة عالية.
تبيّن النتائج أنّ الأشخاص قادرون على أن ينقلوا انفعالات عدة مختلفة عبر اللمس وحده، بما في ذلك الغضب والاشمئزاز والحب والإمتنان والتعاطف. وتتراوح نسبة الدقة ما بين 48% و83%، مقارنة مع ما سُجّل في الدراسات المتعلقة بالإنفعالات التي تظهر على الوجوه وفي الأصوات.
يقول الدكتور Hertenstein: “تشير الأدلة إلى أن البشر قادرون على نقل مشاعر عدة مختلفة عبر اللمس. وتُعدّ دراستنا الأولى التي تقدّم دليلاً جدياً على أن البشر قادرون على إظهار الحب والإمتنان والتعاطف بشكل موثوق عبر اللمس. وترفع هذه النتائج من إمكانية أن يكون اللمس قادراً على نقل الإنفعالات الإيجابية أكثر من الوجه.”
وما توحي به أيضاً هو أنّ اللمس أداة أكثر تطوراً وتعقيداً مما كنا نعتقده. ويمكن أن يفسّر أيضاً لما يمكن للتجارب المختلفة على التأثيرات العلاجية للمس أن تسجّل نتائج مختلفة ومتباينة. لعل اللمس ينفع لكنه يحتاج إلى أن يقوم به الشخص المناسب، وهو في مزاج مناسب.
كيف يمكن للعناق أن يشفي؟
- إن عانقت الشريك فيمكنك أن تخفّض ضغط دمه.
- وجد الباحثون أنّه كلما زاد العناق أكثر كلما انخفض ضغط الدم أكثر عند الشابات.
- وبيّن الباحثون في جامعة كارولينا الشمالية الذين درسوا حالة 69 امرأة في فترة ما قبل الحيض، أنّ اللواتي حصلن على قدر اكبر من العناق سجّلن معدلات نبضات قلب منخفضة أكثر.
- وجد الأطباء النفسيون الذين اجروا الدراسة أنّ معدلات هرمون الأوكزيتوسين oxytocin في الدم أعلى لدى النساء اللواتي يحصلن على قدر أكبر من العناق، علماً أنّ المسؤول عن هذا لم يتضح بعد.
- ووجد بحث آخر أن الجسم يفرز هرمون الأوكزيتوسين أثناء التواصل الإجتماعي وأن هذا الهرمون مرتبط بالروابط الإجتماعية في حين أن دراسة أجريت في جامعة أوهايو أظهرت أن وضع هذا الهرمون على جراح الحيوانات وإصاباتها يسرّع عملية شفاءها.
- ويشير عمل أجري في جامعة العلوم الزراعية في السويد أنّ هرمون الأوكزيتوسين يمكن أن يترك آثاراً أشبه بتلك المضادة للضغط النفسي بما في ذلك، خفض ضغط الدم ومعدلات هرمون الضغط النفسي أي الكورتيزول.
ويقولون “إنه يرفع عتبة الألم وينشّط مختلف أنواع التفاعل الإجتماعي الإيجابي ويعزز النمو والشفاء. يمكن لأنواع مختلفة من التنشيط الحسيّ غير المؤذي كاللمس والدفء على سبيل المثال أن تؤدي إلى إفراز هذا الهرمون.”