من أين ينشأ خجلنا؟ وما دوره في المشاكل النفسية التي نعاني منها؟
منشأ الخجل : إن عددا كبيراً من الناس لا يظهر عليهم الخجل ولكن في أعماقهم يكون الخجل موجوداً .علينا أن ننتبه من هذا الخجل الدفين لأنه قد يضرب عميقاً عميقاً في نفوسنا، مخلفاً وراءه مشاكل وآلاماً نفسية
الخجل موجود عندنا جميعاً.. إنَّـه شعور عالمي يعرفه كل البشر. ولكن إن لم نعالجه ونـتخلّص منه فـقد يتراكم ويثـقل كاهلنا أكثر فأكثر حتى نصبح ضحيته. والخجل بحسب علماء النفس قد يكون الأرضية للمشاكل النفسية.
ما أسباب الخجل ولماذا علينا أن نتخلص منه وكيف؟
يـبدو أنَّ خجلنا ينشأ من رد فعلنا على الرسائل السلبـية والتعابـير السلبـية والمعتـقدات والقوانين التي نسمعها ونحن نكبر. نحن نسمع هذه الأمور من أهلنا ورموز السلطة الأخرى في حياتـنا كالمعلمين ورجال الدين.. إنَّ هذه الرسائل تخبرنا أننا بشكل ما غير سليمين وأنَّ مشاعرنا وحاجاتـنا وذاتـنا الحقيقية والطفل الداخلي غير مقبولة.
نحن نسمع مراراً وتكراراً رسائل مثل «عيب عليك!» «أنت سيء جداً!» «ما تـفعله ليس كافياً».. إننا نسمع هذه الرسائل من الأشخاص الذين نعتمد عليهم والذين نكون حساسين جداً تجاههم يحيث نصدق ما ينعتونـنا به. فـتكون النـتيجة أننا نـتبنى هذه الصفات السلبـية ونضفيها على ذاتـنا أو ندمجها بشخصيتـنا.
وكأنَّ ذلك غير كافٍ لتضاف إليه الجروح التي تـتراكم مع القواعد السلبـية التي تـقمعنا وتمنعنا من التعبـير عن آلامنا بطريقة سليمة شافية . من هذه القواعد قولنا للولد: «لا تبكِ» «لا تصرخ» «لا تشعر» «لا أريد أن أسمع أية كلمة»، وبناء على هذا لا نـتعلم فقط أننا أشخاص سيئون بل نـتعلم أنَّ علينا ألا نجهر أو نبوح بأي شيء من هذا..
ولكن هذه القواعد السلبـية غالباً ما تطبق بشكل فيه تـناقض وعشوائية. أمّـا النـتيجة فهي صعوبة الثقة بواضعي القوانين وبرموز السلطة وظهور مشاعر الخوف والإحساس بالذنب وبالخجل. ولكن من أين يتعلم أهلنا هذه الرسائل السلبـية والقوانين؟ معظمهم تعلم ذلك من أهلهم ومن رموز السلطة الأخرى.. هذا مثال عن صدمة الطفولة المنـتـقلة من جيل لآخر (هنا على شكل إساءة نـفسية).
المصدر: www.darelfarasha.com