الإدمان على الشيشة
هل يمكن أن يكون وراء تدخين الشيشة سبباً نفسياً يدفع الشباب عموماً إلى الإدمان عليها كما هو الحال الآن حتى في الدول الأجنبيّة؟ يؤكّد كل مدخّني الشيشة أنهم ليسوا مدمنين عليها وأنهم يدخّنونها للتسلية وقتل الوقت وللمشاركة حين يكونون مع الأصحاب. لكن الكل يعلم أن من تعلّق بها يصبح من الصعب عليه أن يقول لها لا.
ما لا يعرفه معظمهم ربما هو أن هنالك أسباباً نفسية وراء تدخين الشيشة وهذه الأسباب هي التي تدفع بالشباب خاصة والمدخنين عموماً إلى الإدمان على الشيشة.
يشعر المدخنون بموجة من الأحاسيس الإيجابية حين يدخّنون. إنهم يشعرون بانخفاض التوتر وتراجع الشهية على الطعام والراحة والطمأنينة. يقول الباحثون إن هذه الأحاسيس ناتجة عن طوفان من المواد الكيميائية التي تُطلق في الجهاز العصبي بسبب النيكوتين. فهو يعمل تماماً مثل أي مخدر طبي أو غير مشروع فيغيّر كيمياء الجسم ونظام عمله.
بالنسبة للبعض تعتبر الشيشة أو النرجيلة وسيلة لتخفيف التوتر والضغط الذي يتعرضون له في حياتهم اليومية. كما يقولون إنها تساعدهم على تحمّل الاكتئاب أو القلق. وما أكثر مصادر هذه المشاكل في مجتمعنا! فالشباب غالباً ما يشعرون بالعجز في مجتمعاتهم بسبب تراجع فرص العمل وانخفاض المدخول، والضغوط المالية الناتجة عن العقلية الإستهلاكيّة.
لكن كما هو الحال مع العديد من الأدوية القوية، الإستعانة بالنيكوتين لحلّ الأزمات النفسية تأتي مع مجموعة من الآثار الجانبية السلبية.
فهنالك ما هو أبعد من الإدمان، كمخاطر الإصابة بأمراض الرئة والسرطان وأمراض القلب والموت المبكر. الإدمان على النيكوتين ولو استطاع أن يخفّف أعراض المشكلة إلا أنه سلاح ذو حدين.
الإدمان على الشيشة أو النرجيلة هو شكل من أشكال العلاج الذاتي. فبعض الناس يبدأون بالتدخين لتخدير التوتر لديهم. أما المراهق الذي يدخن النرجيلة فهو يعاني من مهارات تأقلم ضعيفة، ولم يتعلم بعد الإستراتيجيات المناسبة لحل مشاكل الحياة والتعامل مع الضغوط، وهو أكثر الفئات عرضة للبدء في التدخين.
البعض يدخن النرجيلة كعادة إجتماعية فيبدأون ويستمرون في التدخين مع عدم وجود نية للإدمان.
لكن يبقى الإدمان الذي يبدأ في سنوات المراهقة أو بداية البلوغ هو الأخطر لأنه يمكن أن يستمر لفترة طويلة وحتى إلى الأبد.
يرتبط تدخين النرجيلة في معظم الأحيان بطقوس معيّنة. ومن المستحسن كسر هذه الطقوس أو تجنّبها قدر الإمكان لمحاولة التوقف عن تدخين النرجيلة. اقصدوا مثلاً مقاهٍ لا تقدم الشيشة. اذهبوا للسهر عند صديق غير مدخّن. اقصدوا النادي الرياضي بدل المقهى. لا تتركوا أوقات فراغ كثيرة في يومكم حتى لا تنجرّوا إلى الجلوس والتدخين.
تعاملوا مع الإجهاد والضغط النفسي والمشاكل الحياتية عبر استراتيجيات المواجهة وتحديد المشكلة وطرح الحلول الممكنة. فتخديرها مؤقتاً بجلسة مع الأصحاب في المقهى وتدخين النرجيلة لن يؤدي إلى حلّها بل إلى تعقيدها أكثر بمشكلة إدمان تُضاف إلى المشاكل الأخرى.