هل يمارس الإنسان العنف للعنف أم يمكن أن تكون له أهداف روحية سامية؟
فلاديمير جيكارنتسيف
ذات مرة جاء إلى معلم الفنون القتالية الصينية العجوز تلميذ أوروبي شاب وسأل:”يا معلمي أنا حائز على المركز الأول في بلدي في لعبتي الملاكمة والقتال الفرنسي، فماذا بمقدورك أن تعلّمني غير ذلك؟”.
صمت المعلم العجوز قليلاً ثم ابتسم وقال:”تخيل أنك خلال تنزهك في المدينة، دخلت مصادفة إلى شارع ينتظرك فيه عدد من اللصوص والمجرمين، الذين يحلمون بكيفية نهب مالك وتكسير أضلاعك. أنا سأعلّمك كيف لا تدخل إلى شوارع مماثلة”.
إن الصراع الذي لم يبدأ هو الصراع الرابح. إن الفنون القتالية موجهة نحو تطوير الروحانية في الإنسان وتطوير إحساسه بالاتحاد مع العالم،وليس إلى التغلب على الخصم.
إن أي فعل تقوم به في هذا العالم يمكنك النظر إليه على أنه اشتباك، حتى ولو كنت بعيداً عن ممارسة الفنون القتالية. فلأنك اعتدت على وضع نفسك في مواجهة العالم والناس سواءً القريبين منك أو البعيدين، فأنت تشتبك عدة مرات في اليوم،ولهذا تعود إلى منزلك مرهقاً. وفي الصباح تستعد ثانية للقتال، لأنك تريد إثبات صحة رأيك بشتى الطرق وفرض شروطك، كي لا يحرموك لا سمح الله من نمط حياتك الإعتيادي.
يتحسن فهمك لهذا الموضوع إذا جلست للتأمل بعد أن يهدأ عقلك. فبعض الأشياء يمكننا فهمها ورؤيتها فقط من خلال التأمل،عندما يتوقف العقل وتتحسن طريقة تقبله.