لماذا على الأهل أن يمنعوا أولادهم من الاشتراك في وسائل التواصل الاجتماعي قيل سن 13
السبب الثالث: التأثيرات على الدماغ
هناك دراسات كثيرة تظهر كيف أن مادة الدوبامين ، وهي مادة كيميائية ينتجها الدماغ ، قد يكون لها عواقب إدمانية على الفرد. يكتب تريفور هاينز ، “كل إخطار ، سواء أكانت رسالة نصية ، أم” إعجاب “على Instagram ، أو إشعار Facebook ، لديه القدرة على أن يكون محفزًا اجتماعيًا إيجابيًا ولديه القدرة أيضاً على إفراز الدوبامين ولأن منصات التواصل الاجتماعي أصبحت أكثر ذكاء إذ باتت تزودك بإشعارات ذكية تجعلك تشعر بأنك كمن نال مكافأة.. لذا لا غرابة أنه أصبح من الصعب علينا التخلص من أجهزتنا.
إدمان وسائل التواصل الاجتماعي أمر حقيقي فحتى لو حاولنا التحكم باستخدامها إلا أننا لا نقدر على التحكم في كيفية تفاعل أدمغتنا …
السبب الثاني: التسويق والخصوصية
في الولايات المتحدة ، تم تقديم قانون حماية خصوصية الأطفال على الإنترنت (“COPPA”) والغاية من وراء ذلك هو حماية خصوصية الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 13 عامًا وذلك عن طريق طلب موافقة الوالدين قبل جمع أي معلومات شخصية عن أطفالهم أو استخدامها. في كندا ، هناك قانون ساري المفعول هو قانون حماية المعلومات الشخصية والوثائق الإلكترونية (“PIPEDA”) ولكنه لا يحمي الأطفال على وجه التحديد.
فلماذا هذا هام وما الذي تحتاج معرفته ؟ باختصار يمكننا القول إن الأشياء التي نشاركها ونضع لها إعجاب يتم جمعها واستخدامها للتسويق..وهذا الأمر يشمل أيضاً تعقب موقعنا وتعقب المواقع التي ندخلها وذلك يعني عرض الإعلانات التي تتماشى مع ما نهواه بغية إقناعنا والتأثير فينا .. نعم قانون حماية خصوصية الأطفال على الإنترنت (COPPA) يحمي الأطفال من هذا طالما أن المعلومات التي نسمح لأطفالنا بمشاركتها عبر الإنترنت صحيحة، وهو ما يقودنا إلى النقطة النهائية التي هي في رأيي النقطة الأهم.
السبب الأول: نحن لا نكذب بشأن عمرنا
فكر في هذا. هناك قوانين تحدد للناس العمر الذي يستطيعون فيه التدخين أو شرب الكحول أو ما شابه من أمور.. ونحن نتوقع من أطفالنا الالتزام بهذه القوانين.. ولكن لماذا عندما يتعلق الأمر بالعمر المسموح لفتح حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي لا نتوقع من أطفالنا الالتزام به؟ ما الدرس الذي نعلمه لأطفالنا عندما نقول لهم أن لا بأس الكذب بالنسبة للعمر فيما ممنوع عليهم الكذب عندما يتعلق الأمر بالأمور الأخرى؟
كانت إحدى القواعد التي فرضناها في منزلنا هي قول الحقيقة.. لقد أمضينا سنوات في تطوير علاقة قائمة على الثقة، وفرض العقاب في حال تم خرق قانوننا المنزلي المتعلق بالصدق والتواصل المفتوح. لم يكن الامر مسألة ثواب أو عقاب بل مسألة حوار ومحادثة.
إن إخبار أطفالي بأنه من المقبول أن يكذبوا بشأن أعمارهم من أجل التسجيل في منصة اجتماعية ستكون عواقبه عكسية. كيف أبرر أنه لا بأس من الكذب في بعض الأحيان ولكن ليس في أوقات أخرى؟
الآن، هناك شيء مهم يجب فهمه هنا وهو الفرق بين تقييمات التطبيق، وبين التسجيل على المنصات. سترى غالبًا أن العمر المطلوب لتنزيل التطبيق يختلف عن القيد العمري للتسجيل في حساب. وذلك لأن تقييمات التطبيق تشبه تقييمات الأفلام ، والتي تستند إلى مدى ملاءمة المحتوى للعمر المحدد بينما تستند القيود بشكل أكبر إلى القوانين التي تضعها الدول ، مثل COPPA.
نرجو أن تكون هذه المقالة قد قدمت لك شيئاً للتفكر فيه.. فالهدف منها ليس ثنيكم بل إطلاعكم على الأسباب التي تجعلكم ترفضون وجود أطفالكم على وسائل التواصل إلا بعد بلوغ سن الثالثة عشرة. وفي النهاية يحتاج كل أهل إلى اتخاذ قرارهم بشأن سلامة أطفالهم على الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي.والأهل وحدهم يمكنهم الموازنة ما بين إيجابيات وسلبيات تواجد أطفالهم على المنصات الرقمية.
اقرأ الجزء الأول من المقالة : سببان يدفعان الأهل إلى منع أطفالهم من التواجد على وسائل التواصل الاجتماعي قبل سن ال 13