هل تجدون في طفلكم الصفات المذكورة في المقالة السابقة : هل يبدو لكم طفلكم مشتتاً؟ هل يعجز عن التركيز على أمر واحد؟ (1)
أعلم أننا نميل إلى الاعتقاد بأن التعريف الذي ورد في المقالة السابقة ينطبق على الأطفال كلهم. لكن الحقيقة مختلفة، لأن ثمة أولاد يعرفون باكراً جداً “ما يريدون أن يصبحوا لاحقاً في حياتهم” ولا يحيدون عن فكرتهم هذه أبداً.
متخصصون أم عموميون؟
إنها حال الكثير من الأشخاص الذي يسلّط مجتمعنا الضوء عليهم كالرياضيين المحترفين والمغنين/الموسيقيين، والأطباء والعلماء…
يمكننا أن نطلق على هؤلاء الأشخاص تسمية المتخصصين مقارنة مع متعددي المواهب الذين يمكن وصفهم بالعموميين.
باختصار، متعددو المواهب هم أشخاص متعددو الألوان، وهذا جميل بقدر جمال الأشخاص من لون واحد، أليس كذلك؟
هل هي رسالة أو مهمة؟
تكمن المشكلة في أنّ تسليط الضوء على هؤلاء الأشخاص يجعلنا نعتقد أنّ لكل واحد منا حرفة أو رسالة!
ولعل هذا سبب بؤس الأشخاص متعددي المواهب، لأننا لا نملك حرفة واحدة في حياتنا! وإن كنّا لا نعرف (أننا متعددو الامكانيات) فإننا نقضي حياتنا في البحث… وفي الشعور بالتعاسة وفي الاعتقاد بأننا مختلفون و”غير طبيعيين”.
إذن، يمكن أن يكون طفلكم متخصصاً لكنه لم يجد طريقه بعد. على أيّ حال، أعتقد فعلاً أنّ الأولاد فضوليون بطبعهم ويرغبون في التعلّم وفي فهم كل ما يحيط بهم.
لكن لعل طفلكم متعدد المواهب ولن يثبت أبداً في مجال واحد، على موضوع واحد، وفي مهنة وحيدة. في هذه الحالة، ماذا لو رافقتموه في رحلته التي تبدأ بطمأنته إلى أنه لا بأس بأن يكون مختلفاً لا بل أنه من الرائع أن يكون كذلك! قولوا له أنه من الممكن أن يعيش حياة سعيدة ومتفتحة تسمح له بأن يستكشف كافة المجالات التي تثير اهتمامه.
فمتعددو المواهب لديهم ما يقدمونه لهذا العالم، وهذا ما سأحدثكم عنه الآن.
كيف نواكب الطفل المتعدد المواهب ؟
إن كنتم تظنون ان طفلكم متعدد المواهب، فهذا الجزء سيثير اهتمامكم بشكل خاص وسيساعدكم بالطبع على تأكيد وجهة نظركم.
على أيّ حال، آمل ان يساعدكم على تقبّل طفلكم وفهمه بشكل افضل وأن يطمئنكم أيضاً.
لأنني اعلم أننا نفعل ما نراه أفضل من أجل أطفالنا. لكن من الصعب أحياناً أن ندرك أنهم ليسوا نسخة عنا في التفكير والتصرّف. آمل أن يساعدكم هذا الجزء على أن تفهموا طفلكم أكثر وأن تواكبوه بشكل أفضل، بثقة وسعادة وهدوء.
تعدد المواهب أمر رائع!
وأعتقد أنّ الخطوة الأولى هي ان ندرك كم هو رائع أن يكون الشخص متعدد المواهب!
ولا أعني بكلامي هذا أن التخصص أمر سيء! في الواقع، للحالتين ايجابيات إلا أننا نعرف جيداً ايجابيات التخصص.
بالتالي، أرغب في أن أبرز حسنات تعدد المواهب في المقالة التالية :5 قدرات يتميّز بها الأولاد المتعددو المواهب
