لا ينفك عدد الأولاد المصابين بقصر النظر يتزايد منذ خمسينات القرن الماضي. وتتحدّث بعض المجلات العلمية عن “جائحة قصر النظر” التي تُعتبر “غير مسبوقة”. ولعل الأرقام الأكبر والأخطر سُجّلت في دول شرق آسيا: في مايو/أيار من العام 2012، اظهرت دراسة نشرتها مجلة The Lancet أنّ 80 إلى 90%
إليكم الأسباب غير الوراثية وراء قصر النظر
الاحتمال الأول: الشاشات
يعتبر الوقت الذي نقضيه في النظر إلى أشياء قريبة من العينين كالكتب والشاشات على سبيل المثال، فرضيّة أولى. فكلما أمضينا مزيداً من الوقت في تصفح الكتب وأمام الشاشات، كلما استعنا أكثر بآليات التكيّف (“بلورة” العين لشيء قريب منه) وعدم التركيز (أيّ عكس التكيّف، بالنسبة إلى الأشياء الأبعد). ويمكن لفرط الاستعانة بآليات التكيّف أن يساهم في تشويه تركيبة العين.
إذن، تجد الدراسة التحليلية الاوروبية رابطاً بين المستوى التعليمي وتكرر حالات هذا القصر للنظر: فالأشخاص أصحاب المستوى التعليمي الأعلى على المستوى الوطني يعانون من قصر النظر أكثر من أولائك الذين تركوا المدرسة في سن السادسة عشرة وذلك بمعدل الضعف. لكن الدراسة تشير إلى أنّ هذا الرابط لا يفسّر بطبيعته مدى حجم حالات قصر النظر.
الاحتمال الثاني: الغذاء
تتعلق النظريّة الثانية بالغذاء: فمقاومة الانسولين عامل يزيد من خطر الاصابة بضعف النظر وذلك بحسب العديد من الدراسات العلمية. إليكم، باختصار شديد، شرح المسألة. الانسولين هو الهرمون الذي يتولى ادارة مصير السكر الموجود في الدم: استخدامه من قبل الخلايا، تخزينه في الكبد أو في العضلات، تحويله إلى دهون، الخ… عندما يولّد النظام الغذائي للشخص كميات كبيرة مركّزة من السكر في الدم، يتم انتاج كميات كبيرة من الانسولين بشكل منتظم: ويقلّ تأثر الجسم تدريجياً بعمله. هذه الظاهرة تُسمى “مقاومة الانسولين”. وكلما زادت مقاومة الجسم للانسولين، تراجعت قدرته على استخدام السكر. وهذا التراجع في قدرة الجسم تؤدي إلى آثار صحيّة عديدة، منها تراجع مستوى الرؤية.
بالتالي، فإن التقليل من استهلاك المأكولات التي تحتوي على نسب عالية من السكر هو وسيلة للاعتناء بصحة عيون أولادنا. ولا بد من الانتباه بشكل خاص من المأكولات التي لا نجدها في الطبيعة، كألواح الشوكولا والصودا والسكاكر، الخ…
الاحتمال الثالث: الضوء الطبيعي
ثمة نظرية ثالثة مطروحة تستند إلى نتائج حديثة وتفسر مدى تفشي ظاهرة قصر النظر. وهذه النظرية تتعلّق… بتراجع الوقت الذي نمضيه في الخارج، في النور الطبيعي. تخضع هذه النظرية اليوم للدراسة أكثر من سواها من النظريات وأنا شخصياً أجد انها تتمتع بسحر الأفكار البسيطة والقويّة.
سنتوسّع في دراسة هذه النظرية في تتمة هذا المقال التي سننشرها قريباً. سنستفيد منها لنذكّر بالخطوات المفيدة التي يمكن أن يعتمدها الأهل كي يعتنوا بصحة عيون أولادهم.
وأنتم، هل تلاحظون ازدياد أعداد المصابين بقصر النظر من حولكم؟ لاسيما لدى صغار السن؟ لعلكم فكرّتم من قبل بكيفية العناية بعيون أولادكم. نرجو ان تطلعونا على تجاربكم في التعليقات.
اقرأ الجزء الأول من المقالة: لماذا أصبح قصر النظر myopia عند أولادنا وباء عالمياً؟