لماذا أصبح قصر النظر myopia عند أولادنا وباء عالمياً؟

0

قصر النظر عند أولادنا : ما هو تحديداً؟
قصر النظر عند هو مشكلة تؤثر في الرؤية ويتميّز بعينين لا يتناسب شكلهما مع الرؤية الواضحة. عندما ينظر الشخص المصاب بقصر النظر إلى غرض ما بعيد عنه، لا تتشكّل الصورة على شبكيّة العين بالتحديد: فيراه بالتالي بشكل مشوّش أو ضبابي.

وفضلاً عن الازعاج الذي يسببه هذا في الحياة اليومية، يمكن لقصر النظر أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة: كإعتام عدسة العين، المياه الزرقاء، مختلف درجات فقدان البصر ، الخ…

وفي تحليل تم اجراؤه لما نُشر مؤخراً من كتابات على الصعيد العلمي، ونشرته في مايو/أيار من العام 2015 مجلة European Journal of Ophthalmology (المجلة الأوروبية لطب العيون)، تبيّن أن خطوات الوقاية يجب أن تركّز على مرحلة الطفولة حيث يتفاقم قصر النظر بشكل أسرع.

Premium Freepik License
لماذا قصر النظر عند أولادنا في تزايد مستمر؟

لا ينفك عدد الأولاد المصابين بقصر النظر يتزايد منذ خمسينات القرن الماضي. وتتحدّث بعض المجلات العلمية عن “جائحة قصر النظر” التي تعتبر “غير مسبوقة”. ولعل الأرقام الأكبر والأخطر سُجّلت في دول شرق آسيا: في مايو/أيار من العام 2012، اظهرت دراسة نشرتها مجلة The Lancet أنّ 80 إلى 90% من الشباب في مدن الدول التالية (الصين، اليابان، كوريا، الخ…) يعانون من قصر النظر بعد انهاء دراستهم. ويسجّل الكوريون الجنوبيون الذي يبلغون التاسعة عشرة من العمر “الرقم القياسي” إذ أنّ 96.4% منهم يعانون من قصر النظر!

واقع قصر النظر في أوروبا

ما هو الوضع في أوروبا؟ تم نشر نتائج الدراسة الأوروبية الكبرى الأولى بشأن قصر النظر والتي شملت 15 بلداً وأكثر من 60 ألف شخص، في مارس/آذار من العام 2015 في مجلة Ophtalmology. وبدت ثلاث نتائج بارزة بالنسبة إليّ:

  • أكثر من 30% من سكان أوروبا يعانون من قصر النظر؛
  • 47% من الأوروبيين ما بين سن 25 و29 عاماً يعانون من قصر النظر، ما يعني أنّ شاباً من أصل اثنين يعاني من قصر النظر
  • تتزايد حالات قصر النظر من جيل إلى آخر. فنسبة المصابين بقصر النظر ارتفعت على سبيل المثال بمعدل حوالى 20% بين الأشخاص المولودين ما بين 1910 و1939 وأولائك المولودين ما بين 1940 و1979.
    تشير سيسيل ديلاكروا، منسّقة فرق الأبحاث السبع وعشرين التي عملت على هذه الدراسة، إلى أنّ “ارتفاع حالات قصر النظر في شرق آسيا في هذه السنوات الأخيرة لا يصدّق. وأردنا في هذه الدراسة أن نرى ما إذا كان الأمر مماثلاً في أوروبا”. ونرى بالتالي أنّ “أوروبا تتبع الخطى الأسيوية”.
دور العامل الوراثي في قصر النظر عند أولادنا

كيف يمكن أن نفسّر هذا التطوّر؟ إنّ العامل الوراثي معروف منذ ستينات القرن الماضي: إنّ امكانية الإصابة بقصر النظر تصبح أكبر بمعدل 3 مرات تقريباً في حال كان أحد الوالدين مصاباً بقصر النظر وبمعدل ست مرات أكثر إذا كان كلا الوالدين مصاباً بقصر النظر.

إلا أن عامل الوراثة لا يمكن أن يفسر الارتفاع الحالي في عدد مصابي قصر النظر: لا يمكن للتحوّلات الوراثية أن تنتشر على هذا النطاق الواسع بهذه السرعة. يقول سانغ ماي سو Seang Mei Saw، وهو باحث من الجامعة الوطنية في سنغافورة، متخصص في علم الأوبئة والخصائص الجينية لقصر النظر أنّ “هذا الفارق بين الأجيال لا بد أنه ناتج عن أثر بيئي.”

هذه الملاحظات تشبه دراسة أجريت على سكان ألاسكا من الانويت الذين انتقلوا من الحياة التقليدية إلى اسلوب عيش حديث. فشخصان من أصل 131 من البالغين الذين نشأوا في مجتمعات معزولة يعانيان من قصر النظر… لكن أكثر من نصف أولادهم وأحفادهم مصابين بقصر النظر! وهنا أيضاً، لا يمكن للتحوّرات الوراثية أن تفسّر هذا التطوّر السريع جداً.

بالتالي، تتم دراسة نظريات أخرى عدة، وهي مرتبطة هذه المرة بأسلوب العيش والبيئة.

ترقبوا المقالة الثانية التي تتناول الأسباب وراء قصر النظر عند أطفالنا

اترك رد