كيف نوقظ الفضول العلمي لدى أولادنا؟(2)
إن إثارة إهتمام الأولاد بالعلوم، تعني الإهتمام بكل ما يحيط بنا.لذلك عليكم أن تقدّموا لهم الأنشطة الجميلة والمسلّية والترفيهيّة.
في المقالة السابقة عرفنا العلوم وذكرنا بعض مفاتيح إيقاظ الفضول العلمي. الآن في هذه المقاولة نتناول المفاتيح الأربعة الأخرى لإيقاظ الفضول العلمي لدى أولادنا
قدّموا لأولادكم الأنشطة الترفيهيّة
فبالإضافة إلى تمضية الوقت الممتع مع ولدكم، لديكم الفرصة لجعله يكتشف مجالات مثيرة للإهتمام بشكل واسع. فلنأخذ مثلًا التفاعلات الكيميائيّة التي يمكن أن نقوم بها معهم. فبالإضافة إلى كونها مرئيّة ومسلّية (وغير خطرة)، فإنّها تسمح له بأن يكتشف مجالًا مذهلًا بالنسبة إليه.
وهناك موضوع الطقس! تمطر، وتشرق الشمس ومن ثم يتساقط البرَد، ولكن كيف لذلك أن يحدث؟ فلماذا لا تشرحون له هذا الموضوع بواسطة نشاط جميل حول الفصول، وتغيّرات الطقس، والتغيّرات في درجة الحرارة. تتعدّد المواضيع.
أجيبوا على أسئلة أولادكم الكثيرة
يحب الأطفال طرح الأسئلة. وهذا أمر طبيعيّ، فهم بحاجة الى فهم الأمور ويحبّون تبادل الحديث مع آبائهم.
عليكم أن تجيبوا على أسئلتهم أو أن تحاولوا الإجابة عليها على الأقل. وذلك من أجل أن يرغبوا بطرح المزيد من الأسئلة لاحقًا ولكي يبقى لديهم الفضول لذلك. ولا تقولون لهم “أن ذلك غير مناسب لعمرك” أو “أنك لا تستطيع فهم ذلك”. طبّقوا هذا النوع من الإجابة على أنفسكم. تخيلوا أنكم تقومون بنزهة وأثناء جولتكم تلتقون بشخص مسن. تتودّدون إليه، ويبدأ الحديث بينكما وتطلبون منه أن يخبركم مثلًا ماذا كان يفعل في حياته اليوميّة قبل وجود الغسّالة والمياه المنقولة بالأنابيب؟ ويجيبكم” لن تتمكّنوا من فهم ذلك”. فتنزعجون من ذلك، وتقرّرون عدم طرح المزيد من الأسئلة وتتابعون سيركم. هذا الأمر ينطبق أيضًا على أولادكم، ففي حال أجابه شخص راشد “لن تتمكّن من فهم ذلك” فسوف يتوقّف شيئًا فشيئًا عن طرح الأسئلة.
إطرحوا الأسئلة التي تبدأ بكلمة ” برأيك” على طفلكم حول ما يحيط به
برأيك لماذا يصبح الطقس حارًا في فصل الصيف؟ لماذا تشعر بالعطش؟ لماذا تستخدم الصابونة من أجل الغسل؟…..”
ويبقى العديد من الأسئلة لغزًا حقيقيًّا. وعندما تطرحون عليهم هذه الأسئلة، فأنتم تساعدونهم بإتباع نهج تفكير معيّن: وضع النظريّات، والفرضيّات، وإجراء التحقيقات كما لو أنّه محقّق صغيرٌ حقيقيّ.
قد لا يملك الشخص الراشد دائمًا المعرفة الكافية، لذلك بإمكانكم إشراكهم في عمليّة البحث عن الإجابة على أسئلتهم، أو أن تدعوهم يكتشفون ذلك بنفسهم. إلعبوا معه لعبة مثلًا، بعثروا بعض الأدلّة وعليه إيجادها من أجل الحصول على الإجابة.
كونوا أنتم أيضًا فضوليين والقدوة لهم
يقوم الطفل بتقليد والديه ويستنسخ العديد من أفعالهم وحركاتهم. وأثناء اللعب يحبّون مثلًا أن يتظاهروا بأنهم يقودون، ويطبخون، ويرتبون المنزل ( وأذكر أنّني وأختي وإبنة عمّي كنّا نحب القيام بذلك، لقد تغيّر الزمن…). عليكم أن تظهروا الإهتمام أمامه عند محاولتكم معرفة كيفيّة عمل أداة جديدة، أو كيف وأين نزرع تلك الشجرة، أو كيف نجد مجموعة نجوم الدبّ الأكبر في السماء، وكيف نزرع الملفوف…ولا تنسوا أنكم المثال لأطفالكم.
ماذا يحدث حين نوقظ الفضول العلمي لدى الأولاد؟
حين نثير إهتمام أولادنا بعالم العلوم، سيتمكّن طفلكم من:
- إكتساب المعارف وتنمية ثقافته العامّة
- يصبح أكثر فضولًا ويتمنّى دائمًا أن يعرف المزيد
- تنمية تفكيره من خلال وضع النظريّات والفرضيّات حول ما يراه ويفعله.
- توسيع آفاق مخيّلته، فكلّما زادت معارفه، كلّما توسّعت آفاق مخيّلته
- •الإستفادة من وقته، “يستمتع وهو يتعلّم”.
والآن، الأمر يعود لكم! إستمتعوا مع أطفالكم أثناء هذا البحث العلمي الترفيهي! هل تستطيعون القيام بذلك؟
اقرأ الجزء الأول من المقالة: كيف نوقظ الفضول العلمي لدى أولادنا؟